عن دار التنوخي للطباعة والنشر، صدرت للباحث والقاص الدكتور أحمد لطف الله مجموعة قصصية، تحت عنوان «رباب من بياض». ويعتبر هذا الإصدار الثاني بعد تجربة المؤلف الأدبية (الإبداع القصصي والنقد الأدبي والفني) عبر عقدين من الزمن.وهو من القطع المتوسط(في 65 صفحة) . يضم الإصدار بين دفتيه خمسة عشر نصا قصصيا: رباب من بياض، لعنة، فصوص لطائفية، شريط النسيان، محنة البياض، سفور وحجاب، دمار المعنى، مسافة، ليلة السقوط، خيانة، بالأبيض والأسود، مؤامرات، تدبير الكلام، صبيحة السقوط، سيرة يد. والمجموعة القصصية «رباب من بياض»، فيها اشتغال على الصورة، وعلى اللون..على الأبيض كلون ضوئي، نوراني، يضيئ العالم في مقابل اللون الأسود،العتمة والعدم،فيها أيضا اشتغال على اليومي، وعلى حالات خاصة بالمبدع. نقرأ على ظهر الغلاف:«لا يزال الكثير من البياض بالورق، ولابد لنزيف الذاكرة أن يغمره. الكتابة فقر، فالصفحة البيضاء العذراء تقول كل شيء، وحينما تُسوَّد تقول ما سَوَّدها فقط». وقدزينتْ غلافَ هذاالاصدار الجميل لوحة تشكيلية موحية ومعبرة للفنان التشكيلي والناقد الفني بنيونس عميروش،الذي يقول عن هذا الكاتب الذي يفيض رقة وحيوية وبساطة وعذوبة، والذي يشتغل في منأى عن الهرج والمرج، مسجلا حضوره بهدوء وتغلغل في الساحة الثقافية لدى أهل الاختصاص: «كقارئ و متتبع لما يكتبه الصديق المبدع و الباحث أحمد لطف الله، فإن نصوصه القصصية شبيهة بالأفلام القصيرة، إذ يعتمد تقنية التقطيع و يعمل على تكثيف المواقف و الحالات بالشكل الذي يجعل القارئ مقحما في الأجواء و الأحداث، مع البناء الذي تحكمه اللغة البديعة و المختارة. في مجموعته القصصية «رباب من بياض»، اشتغل بحس رفيع على البياض كأفق مفتوح يجعل الأشياء عارية، واضحة، شفيفة، باعتبار الأبيض رديف النور الذي يفضح العالم المرئي. في حين يقوم البياض عنده على وعي فني و بقصدية جمالية، حيث الأبيض يستوعب جميع ألوان الطيف، الألوان التي يوليها اهتماما بلاغيا ودلاليا في فعل الكتابة، استنادا إلى ثقافته الموصولة بالفنون البصرية، علما أن موضوع رسالته لنيل شهادة الدكتوراه انصب حول العلاقة بين الرواية و التشخيص». ويشكل موضوع الرسالة هذا الاصدار الجديد المرتقب في الايام القادمة تحت عنوان«تجليات الفنون التشكيلية في الرواية العربية، نموذج التصوير La peinture» .