الفوز الذي حققه فريق الرجاء البيضاوي على حساب الجيش الملكي لحساب الجولة الثانية من مرحلة الإياب وصف بالثمين والمستحق على اعتبار أنه فوز صنع ضد فريق عنيد كان بالأمس يشكل شوكة في حلق الرجاء، فضلا عن كون النتيجة المرسومة في ثلاثة أهداف مقابل واحد عنوان استحقاق وإثبات للذات. الهدف المبكر الذي سجل عن طريق ضربة جزاء بواسطة المهاجم جنيد اصطادها في الدقيقة الرابعة اللاعب سفيان العلودي، نزل هذا الهدف كحمام ثلج على كل المكونات الرجاوية، لكن الرد كان سريعا، ذلك أن عشر دقائق فقط على تسجيل العسكريين لامتياز التفوق، يتمكن الوافد الجديد على البيت الأخضر سمير مالكويت من تعديل الكفة. صفعتان قويتان تلقاهما الفريق العسكري في أقل من أربع دقائق، حيث غادر المهاجم الفاتحي أرضية الملعب بعد إصابته بتمزق عضلي في الدقيقة الثامنة وعوض باللاعب خليل، بالإضافة الى استقبال شباك الحارس آيت بولمان هدف التعادل، لتعود عقارب الساعة الى نقطة البداية مع امتياز معنوي لفائدة الخضر. الامتياز المعنوي للاعبين الرجاويين كان وقعه خطيرا على مرمى العسكريين، سيما وأن لاعبي الجيش لم يستطيعوا أن يستفيقوا من هول صفعة التعادل بسهولة، فاستسلموا لإرادة الرجاويين الذين أضافوا هدف الامتياز في حدود الدقيقة 36 بواسطة المدافع هوبري على إثر ضربة رأسية مركزة، وهو الهدف الذي ألهب حماس الجماهير الرجاوية المقدر عددها بأزيد من عشرة آلاف متفرج والتي طالبت بالمزيد أمام خصم فقد الكثير من مقوماته، وأضحى فريقا متواضعا يتصارع من أجل الانفلات من مخالب النزول إلى القسم الثاني. وقبل نهاية الجولة الأولى بثلاث دقائق يتمكن اللاعب حسام الدين الصهاجي من استثمار تمريرة في العمق وتحويلها إلى هدف ثالث، وهو هدف إذا ما أضفنا إليه التمريرات القصيرة واللوحات الاستعراضية، فإن الاكتساح الأخضر أرخى بسدوله، سواء تعلق الأمر بالنتيجة (1 / 3 )، أو الأداء (السيطرة الميدانية). وطيلة الجولة الثانية، نهج لاعبو الرجاء أسلوبا تكتيكيا يتمثل في تحصين الدفاع، ومجاراة المباراة. وترك المبادرة للفريق الخصم الذي استعصى عليه تهديد مرمى الحارس ياسين الحظ، نظرا لحضور البديهة الدفاعية عند المدافعين، وكذا لاعبي الوسط. ويمكن القول بأن النهج التكتيكي للمدرب مارشان خلال الجولة الثانية جعل المستوى التقني يتراجع بشكل أفرغ المباراة من قيمتها وحساسيتها. وهذا أمر طبيعي مادام الرجاويون فضلوا الحفاظ على نتيجة رسموها، بل حسموها خلال الشوط الأول. المدرب جمال فتحي اعتبر التغيير الاضطراري للمهاجم الفاتحي نقطة تحول في المباراة، مؤكدا، من خلال إجابته، «لعبنا مباراة جيدة ضد فريق كبير، وكان هنا البحث عن الفوز اعتبارا لوضعيتنا في سلم الترتيب. لكن الخصم كان له رأي آخر». ولم يفت جمال فتحي التأكيد بأن الهدفين الثاني والثالث بعثرا كل أوراقي التكتيكية. من جانبه أشاد المدرب مارشان بعطاءات المجموعة الرجاوية، إلا أنه أعاب على اللاعبين انخراطهم في الملعب الاستعراضي، معتبرا هذا الاسلوب مناف للاحتراف، وأكد من خلال أجوبته على أسئلة الصحفيين أن الانتدابات الثلاثة خلال الميركاتو الشتوي كانت ناجحة في إشارة منه الى سمير مالكويت وأشرف سليم وباكايوكو، ولم يخف مارشان قوة الفريق العسكري الذي نهج أسلوبا منظما، ولعب كرة حديثة، واعتبر مارشان أن الفوز حسم خلال الجولة الأولى.