لم يقو فريق الرجاء البيضاوي على استثمار امتياز الاستقبال، وصنع فوز يشفع - على الأقل - للمسؤولين انتداباتهم «المبالغ فيها»، حيث اكتفى الفريق الأخضر بالتعادل أمام الفتح، بل كان قريبا من حصد الهزيمة في مناسبتين، خصوصا تلك التي انفرد خلالها المهاجم المخضرم جمال التريكي بالحارس الحظ، لكن الحظ لم يحالف تسديدته في الدقيقة 84. بعد أن جانبت الكرة الهدف ببضع سنتمترات. ورغم العياء الذي كان يدب في جسم لاعبي الفتح جراء الرحلة إلى مصر، والعودة المتأخرة، فإنهم فتحوا ممرات في دفاع الرجاء، خصوصا في الجولة الثانية التي ظهرت خلالها العناصر الفتحية منظمة بشكل لائق، ومنتشرة فوق رقعة الملعب بصورة أربكت حسابات المدرب هينري ميشال، إن كانت لهذا لأخير حسابات تكتيكية فعلا!! صحيح أن العشرين دقيقة الأولى من عمر المباراة عرفت اندفاعا قويا للعناصر الرجاوية التي هددت مرمى الخصم في أكثر من مناسبة، لكن سرعان ما امتص الفتحيون الضغط الرجاوي، وأوقفوا المد الأخضر، وأضحوا أكثر تنظيما، وتوزيعا، سواء على مستوى الدفاع، أو خط الهجوم، ما جعل البناء الهجومي الرجاوي يجهض في مهده لتزداد مأمورية لاعبي الرجاء تعقيدا، وصعوبة. الخلاصات التكتيكية التي استنتجها المدرب الحسين عموتة بين الشوطين كانت أفضل من قراءات المدرب هنري ميشال الذي واصل الجولة الثانية بنفس الأسلوب (3-3-4)، وهو نهج لم يعط أكله في غياب الانسجام بين العناصر الرجاوية، خصوصا الوافدين الجدد الذين لم يعطوا إضافات ناجعة، ولم يتوفقوا في ضخ دماء جديدة في الجسم الرجاوي، ما يعني بأن الانتدابات كانت فقط لأجل التعاقدات، مع بعض الاستثناءات... ورذا كان المدرب هنري ميشال قد اعتبر النتيجة كبوة فرس، بإمكانها أن تحدث لأي فريق، فإن الحسين عموتة أكد أن فريقه ضيع الفوز في الدقائق الأخيرة، موضحا في تصريح له «كان بإمكاننا أن نحسم المباراة لصالحنا خلال الجولة الثانية، لكن التعادل في الظروف التي أجرينا فيها اللقاء يعتبر نتيجة إيجابية»، وأضاف عموتة «أن لاعبي فريقي كانوا يعانون من العياء، بعد عودتهم المتأخرة من مصر، وطالبنا بتأجيل المباراة يوما أو يومين، لكن الجامعة رفضت طلبنا، ومع ذلك فقد ظهرنا بوجه مشرف». مسؤولو الرجاء فضلوا عدم تأجيل المباراة، وراهنوا على استغلال عامل العياء لإلحاق الهزيمة بالفتح، لكن السحر انقلب على الساحر، حيث ظهر لاعبو الرجاء متواضعين على مستوى اللياقة البدنية. وعلى مستوى النهج التكتيكي...