ضيع فريق الرجاء البيضاوي فرصة الاستقبال بميدانه لتقليص الفارق الذي يفصله عن الصدارة، حيث اكتفى بالتعادل أمام الجمعية السلاوية خلال اللقاء الذي جمع الطرفين لحساب الجولة التاسعة عشرة بمركب محمد الخامس، وكان الفريق الأخضر سباقا إلى التسجيل بواسطة اللاعب ياسين الصالحي في الدقيقة الرابعة من عمر المباراة، وبهذا الهدف المبكر اعتقد الجمهور الرجاوي أن رهان الفوز بحصة كبيرة سيرسم خلال هذه المباراة التي تميزت بطقس بارد، وأمطار غزيرة، لكن السلاويين كان لهم رأي آخر. النهج التكتيكي الذي اعتمده المدرب السلاوي والمتمثل في الأسلوب الخطي وتقليص مساحة اللعب كان ناجعا، ذلك أن السلاويين لم يتأثروا نفسيا بالهدف المبكر، ولا بالضغط الجماهيري وانتفضوا بشكل أثار استغراب المتتبعين، سيما وأنهم يتموقعون في الصفوف الأخيرة في لائحة الترتيب، وكان لانتفاضة السلاويين تأثير على مردودية لاعبي الرجاء الذين سقطوا في فخ التسلل، واستعصى عليهم الاختراق الهجومي في غياب اللاعبين محسن متولي بسبب حصده لأربع انذارات وعمر النجدي الذي يعاني من الإصابة، ليتضح أن هذين العنصرين يشكلان ورقتي رهانات الانتصارات. المدرب خوصيه رومار لم يستطع فك اللغز التكتيكي للفريق الخصم، حيث ظهرت العناصر السلاوية بمستوى مشرف وكانت أكثر استحواذا على الكرة وأكثر حضورا على رقعة الملعب. وكان طبيعيا في ظل هذا السيناريو أن يعدل السلاويون الكفة، وجاء الهدف من قذفة بعيدة ومركزة للاعب حمدان في حدود الدقيقة 33، وهو الهدف الذي نزل كحمام ثلج ليس فقط على اللاعبين الخضر، وإنما على الجماهير الرجاوية التي طالبت بتدارك الموقف والعودة لرسم امتياز جديد. خلال الجولة الثانية نزل لاعبو الرجاء بكل ثقلهم وخلقوا العديد من فرص التهديف عبر الرواقين الأيمن والأيسر، لكن سوء التركيز والأرضية المبللة والنهج الدفاعي عبر جدارين للفريقن الخصم، عوامل فوتت على الفريق الأخضر إضافة الفوز الرابع على التوالي، إضافة إلى أن الحكم الرويسي لم يكن صارما في اتخاذ بعض القرارات، خصوصا عندما اكتفى بتوجيه انذار للاعب أوشلا عندما تدخل بعنف مع سبق الاصرار في حق اللاعب الجلايدي، وكان حريا بالحكم أن يشهر الورقة الحمراء في وجه أوشلا، هذا اللاعب المخضرم الذي غاب عنه النضج الأخلاقي رغم تقدمه في السن، حيث قام بحركات لا رياضية في حق الجمهور الرجاوي.