تأسس في 17 فبراير 1989 .وعقد ست قمم لمجلس رئاسته خلال السنوات الخمس ونصف الاولى من تأسيسه. وفي صيف 1994 إلى يومنا هذا، وقف الاتحاد في عقبة العلاقات المغربية الجزائرية 18 سنة ،وتوقف معه حلم بناء هذا الفضاء الجغرافي والبشري الممتد من أقصى الجنوب الموريتاني إلى أقصى الشرق الليبي ، حلمهم في إقامة وحدة أو تكتل إقليمي . بعد غد ستحل ذكرى التأسيس ، وغداتها من المتوقع أن يجتمع وزراء خارجية البلدان الخمسة بالرباط . وكان آخر لقاء لهم يعود إلى منتصف أبريل 2010. وبالتأكيد ستكون نتائج زيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى العواصم المغاربية الأسبوع الماضي، ومرافعاته عن «الضحية»(اتحاد المغرب العربي) كي تخرج من معتقل الجمود وتستعيد عافيتها، حاضرة في لقاء رؤساء الدبلوماسية المغاربيين. لا مستقبل للبلدان المغاربية خارج اتحادها ، هذا هو منطق التاريخ يقول المرزوقي،وكذا منطق المد الديمقراطي الذي يؤكد أن البعد المغاربي استراتيجي...». يبدو أن الرئيس التونسي أعاد صياغة الجملة التي التأم من أجلها مؤتمر طنجة سنة 1958، وقمم الاستقلال المغاربي ،الثنائية والثلاثية والخماسية بأكثر من عاصمة ومدينة وأبرزها زيرالدة الجزائرية ومراكش عاصمة يوسف بن تاشفين...نعم،إن مستقبل المنطقة في وحدتها وتكامل أنسجتها ، ولها من الامكانيات ما لا يتوفر في مناطق أخرى استطاعت بناء تكتل يستثمر الموارد الطبيعية والبشرية على تواضعها. في رصيد اتحاد المغرب العربي اليوم 13 اتفاقية وبضع بروتوكولات وقرارات تنظيمية ومؤسساتية. وفي غرفة الانتظار مشاريع من شأنها أن تضاعف التجارة البينية بين دوله وتفتح آفاقا رحبة لمقاولاته العمومية والخاصة ، وتنمي مبادرات شبابه التنموية والابداعية. وتجعل من الاتحاد قوة في التفاوض مع محيطه الاقليمي أو مع بقية الاطراف الفاعلة في الاقتصاد والسياسة والتجارة... في كل مرة يحيى الأمل في عودة الروح لاتحاد المغرب العربي، وعند كل مبادرة يتقدم الحلم المشهد الاعلامي والسياسي ويراهن على أن عواصمنا المغاربية لن تخلف هذه المرة الموعد، لكن عقبة العلاقات المغربية الجزائرية تطيح بهذا الأمل وبالحلم أيضا. فالجزائر لها فائض في الخطاب الوحدوي وفوائض في التكتيك من أجل أن يظل الاتحاد عالقا بهذه العقبة .فهي تتشبث بإغلاق الحدود مع المغرب ، وتجعل من ملف الصحراء مبررا لاستمرار الجمود بينها وبين الرباط. قد يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وافق على عقد قمة مغاربية بتونس، لكن يجب ألا ننسى أن الجزائر مقبلة على انتخابات تشريعية في ماي المقبل ،وبعدها ستفتح ملف الانتخابات الرئاسية ... وتلك «متاهة» أو لنقل : تكتيك آخر. ومع ذلك نقول: ما أصعب العقبة ...وما أكبر الامل في حتمية البناء المغاربي.