تحل اليوم الثلاثاء 17 فبراير الذكرى 22 لقيام اتحاد المغرب العربي الذي تأسس في 17 فبراير 1989 بمدينة مراكش بالمغرب وهي المناسبة التي تذكر بحلم مغاربي في الوحدة والتكتل على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. غير أن الواقع السياسي جعل هذا الحلم بعيد التحقق رغم أن شعوب المنطقة مازال يراودها هذا الحلم خصوصا بعد النجاح الكبير الذي تحقق في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط والذي جعل من البلدان الأوروبية تكتلا اقتصاديا وسياسيا قويا انعكس على جميع الأصعدة وجميع المبادرات السياسية والعسكرية. لقد انبثقت فكرة تأسيس اتحاد المغرب العربي بحاجة ملحة إلى الاتحاد منذ نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم لمواجهة تحديات السنوات الأولى للاستقلال خصوصا في المغرب وتونس أما الجزائر فكانت خلال انعقاد اجتماع الأحزاب المغاربية في أبريل من سنة 1958 بطنجة، كانت ماتزال تحت الحكم الاستعماري الفرنسي. وخلال الستينيات والسبعينيات طرحت عدة مبادرات لتوحيد دول المغرب العربي في إطار اتفاقيات ثنائية وأخرى تشمل كافة الدول، وتمثلت أولى المبادرات في إعلان زيرالدة الذي صدر عن قادة كل من المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا خلال لقائهم على هامش القمة التي استضافتها الجزائر في يونيو 1988 وهو الإعلان الذي أوصى بتشكيل لجنة تبحث إيجاد مسائل تحقيق اتحاد دول المغرب العربي. وهو ما تحقق في 11 فبراير 1989 بمراكش بحضور المغفور له الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي بنجديد والليبي معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي والموريتاني السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع. وقد تبنى ميثاق الاتحاد عدة أهداف منها تعزيز أواصر الأخوة بين الدول والشعوب الأعضاء في دول الاتحاد وتحقيق الرفاهية لتلك المجتمعات والمساهمة في صيانة السلام القائم على العدل والانصاف، وانتهاج سياسة مشتركة بين الدول الأعضاء في مختلف المبادئ والانصاف، وانتهاج سياسة مشتركة بين الدول الأعضاء في مختلف المبادئ والعمل بشكل تدريجي على تحقيق حرية تنقل الأشخاص والبضائع والخدمات ورؤوس الأموال بين هذه الدول. وتوقع الخبراء وقتها حدوث وحدة كاملة بين دول الاتحاد. ولم تنج دول المغرب العربي من الخلافات فيما بينها والتي تضرب في العمق الرغبة في الاتحاد. ومن أبرز هذه المشاكل وأهمها قضية الصحراء حيث أن الجزائر مازالت تقف في وجه تحقيق المغرب لوحدته الترابية منذ استرجاعها من إسبانيا سنة 1975 بعد المسيرة الخضراء حيث لجأت الجزائر وبدافع أطماع جهوية إلى إنشاء كيان البوليساريو ومناهضة حق المغرب في كل المحافل الجهوية والدولية. ولعل استمرار مشكل الصحراء والدعم الجزائري اللامشروط للبوليساريو وطروحاته الانفصالية سيجعل تحقيق هذا الاتحاد أمرا بعيد التحقق. فهل ستكون ذكرى تأسيس الاتحاد مناسبة لاستخلاص العبر ومراجعة المواقف.