دعا 38 مشاركا يمثلون جامعات و مؤسسات بحث و معاهد وطنية بالجزائر و تونس و ليبيا و المغرب إلى تغليب نظرة المستقبل على نظرة التاريخ في العلاقات المغاربية وتمكين أبناء المنطقة المغاربية من حقهم المشروع في التواصل والتنقل بحرية والتملك والاستثمار. و سجل المشاركون ، في الندوة المغاربية المنعقدة أخيرا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة تحت عنوان: «صعوبات وآفاق تفعيل اتحاد المغرب العربي « في نداء توج أشغال الندوة ما وصل إليه الاتحاد المغاربي من جمود في زمن تتطور فيه التكتلات الجهوية وتتنامى في غياب الخطاب التوفيقي في العلاقات المغاربية وعدم ملاءمة النصوص التأسيسية للاتحاد المغاربي للتطورات والتحولات المحلية والدولية . و أكد نداء وجدة على ضروروة تشجيع و تنمية الدبلوماسية الثقافية، بما فيها التواصل الجامعي والمعرفي، لأداء دورها في دفع العلاقات المغاربية نحو التكامل ، وتنبيه الفاعلين السياسيين إلى المخاطر التي ستنجم عن استمرار المنهجية الحالية في البناء المغاربي و إشراك المجتمع المدني في رسم وصياغة رؤيته حول مستقبل البناء المغاربي المشترك، بعيدا عن الأطروحات التي لم تعد تساير زمن التكتلات الكبرى والعولمة. وناشد الملتقى العلمي وسائل الإعلام في البلدان المغاربية إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة وتجنب الخلط بين انتقاد سياسات أو خطط معينة عند هذا الطرف أو ذاك ، وبين الكتابات التي تقوم على الحط من القيم الوجودية والثقافية لهذا الشعب أو ذاك، وتعميق ثقافة الكراهية والحقد ، و دعا رجال الأعمال في البلدان المغاربية لخلق ورشات اقتصادية مندمجة ومتكاملة جهويا، بعيدا عن الأمزجة السياسية الظرفية ، كما سجل إرادة المشاركين و حرصهم على إحداث كرسي للدراسات المغاربية على مستوى المؤسسات الجامعية لكل دولة. و كان التقرير الختامي للندوة المغاربية التي توجت بتأسيس منتدى علمي مغاربي كفضاء للحوار و التشاور بين المثقفين المغاربيين فيما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك قد خلص الى قناعة مشتركة للمشاركين ، تجسد الحلم المغاربي في نظر المثقف و الحقوقي و السياسي ككيان موحد ومتعاضد و مندمج و قادر على تحقيق السلم و الأمن و التنمية و الرفاه لشعوب المنطقة و مؤهل لمنافسة التكتلات الاقتصادية و الجهوية و الدولية.