أعلن منشقون من داخل سوريا الاربعاء الماضي انهم بحاجة لمزيد من الاسلحة وليس الى قوات اجنبية لتسليح عشرات الاف المقاتلين وبينهم منشقون عن الجيش السوري من اجل الاطاحة ب»آلة الموت» التابعة لنظام بشار الاسد. وفي بث مباشر نادر عبر الانترنت الى واشنطن من موقع غير محدد في محيط دمشق, اعلن ضباط في الجيش السوري الحر ان الولاياتالمتحدة خصوصا يجب ان تشدد سياستها ازاء الاسد وان تجد سبلا لارسال بنادق وقاذفات صواريخ وغيرها من الاسلحة الثقيلة الى المنشقين. وقال ضابط في الجيش السوري الحر أشار الى ان اسمه محمد امام نحو 50 شخصا من بينهم مراسلين وخبراء في شؤون الشرق الاوسط شاركوا في اجتماع في العاصمة الاميركية «النقطة الاساسية هي الدعم اللوجستي المادي. يمكننا ان نقوم بذلك بمفردنا, نحن لا نطلب أي قوات». واضاف «نريد دعما عسكريا وذخيرة. العديد متوفر لدينا ولكن ينقصنا بالتحديد السلاح». وكان السناتور الجمهوري جون ماكين اعلن الثلاثاء الماضي أن السبل الدبلوماسية استنفدت بالكامل وان الوقت حان للتفكير في تسليح المعارضة للنظام السوري. الا ان البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية استبعدا الامر. وصرح جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء «لسنا نفكر في تلك الخطوة الان». وعقبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «لا نعتقد ان ارسال المزيد من الاسلحة الى سوريا هو الحل». وتابع الضابط المنشق السوري ان اهالي مدينة حمص التي تحاصرها القوات السورية منذ عدة ايام يواجهون ازمة انسانية «كارثية» يمكن ان تتدهور في الايام المقبلة اذا لم يخفف الجيش طوقه على الطرقات ويسمح بدخول غذاء وغيره من المساعدات الى المدينة. وتابع الضابط محمد من مقره في شرق دمشق «لقد سقط مئات الشهداء» جراء القصف على حمص, واضاف «لقد راينا اكثر من الفي شهيد», منذ التصويت على مشروع قرار في مجلس الامن الدولي اعترضه فيتو روسي وصيني. وتحول القيود على تحركات الصحافيين دون التحقق بشكل مستقل من هذه الحصيلة. ويقول ناشطون ان القوات السورية قتلت اكثر من 230 شخصا نتيجة القصف على حمص من ليل الجمعة وحتى السبت وان 270 شخصا اخرين قتلوا منذ الاحد. واسفرت حركة الاحتجاجات الشعبية منذ انطلاقها في اواسط مارس عن مقتل 6 الاف شخص على الاقل, بحسب ناشطين من المعارضة. وقال محمد ايضا «نحن نواجه احدى اسوأ آلات الموت في العالم» موضحا ان المنشقين الذين ليس عندهم ما يكفي من السلاح يستعملون «اسلحة خفيفة لمهاجمة الدبابات». واضاف ان المنشقين باتوا يسيطرون على بعض المناطق خصوصا عندما تقتحم القوات السورية منطقة وتترك اخرى اكثر ضعفا. وقال «يمكن ان يصمدوا اسبوعا او عشرة ايام لكنهم لا يبقون لفترة طويلة وينسحبون بعدها». وفي اشارة الى الصعوبات في الاتصال في المناطق المحاصرة في سوريا, تخلل البث مشاكل عدة, وتعذر على ضباط اخرين ومسؤولين من المعارضة في حمص المشاركة في الاتصال. واضاف ان «حزب الله ومقاتلين ايرانيين يدربون السوريين على القمع», وان «هناك مخيم للتدريب يديره حزب الله بالقرب من دمشق». وتعتبر ايران حليفة سوريا في المنطقة ولطالما دعمت النظام في دمشق رغم التنديد الدولي للقمع الوحشي الذي يمارسه النظام. ويقول الجيش السوري الحر ان عديده يصل الى 40 الف مقاتل ومنشق من الجيش النظامي, وان في منطقة الغوطة ودرعا (جنوبدمشق) هناك «قرابة 20 الف شخص يريدون حمل السلاح». الا ان عدد المنشقين المسلحين لا يتجاوز المئات بسبب النقص في المعدات العسكرية.