شهدت منطقة بنسودة بمدينة فاس جريمة مؤلمة ومروعة يوم الأحد 29 يناير 2012، حيث طعن مراهق في ربيعه السادس عشر مراهقا آخر يكبره بسنة واحدة. تعود تفاصيل الحادث إلى ما بين الواحدة والثانية بعد الزوال من يوم الأحد الماضي، فبينما كان الضحية المدعو (ز.م) والملقب ب»لوريب» متوجها إلى منزله بعد خروجه من حمام عمومي، التقى الجاني(ع.ل) في الحي الذي يمكثان به على الدوام، فبدأ الضحية في استفزاز القاتل بكلمات جارحة، كما اعتاد أن يفعل دائما، مما جعل كيل الجاني يطفح، حسب ما أفاد به شهود عيان حضروا فصول الجريمة. وقد طلب القاتل من الضحية أن يتركه وشأنه قبل أن تتطور الأمور إلى الأسوأ، غير أن هذا الأخير رفض ذلك، بل تحدى الجاني أمام الملأ. في تلك الأثناء استّل (ع.ل) خنجرا من ثيابه (يطلق عليها كرّاعية في عالم الجريمة كما أخبرنا أحد الشهود)، وطعن (ز.م) ثلاث طعنات الأولى على مستوى القلب والثانية في البطن والثالثة على مستوى الجبهة، وقد كانت الطعنة في القلب عميقة بحيث أسقطت الضحية أرضا يتخبط في دمه، ويصارع الموت للحظات قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام ذهول حشد كبير من الناس، وقبل حضور سيارة الإسعاف ورجال الأمن. وحسب تصريح أحد الشهود للاتحاد الاشتراكي، فإنّ القاتل كان يخبر أصدقاءه بنيته في جعل (ز.م) أول جسد يدشن عليه خنجره الجديد، وذلك لحسابات قديمة بينهما وعلى رأسها الاستفزاز المتواصل والمناوشات المتكررة بينهما. وتعد منطقة بنسودة من البؤر السوداء التي تنشط فيها الجريمة بشكل مهول في غياب تام لأي تدخل أو مراقبة أمنية، فقد عثرت مصالح الأمن بمنطقة بنسودة قبل أسبوع فقط على جثة فتاة في زهرة شبابها مقتولة، حيث اعتقل رفيقها ولا يزال البحث جاريا في ظروف وملابسات هذه الجريمة. كما أن حي الجديد(حيث وقعت فصول الجريمة التي ذهب ضحيتها «ز.م») وحي الشرعي المتاخم له يعدان بؤرتين أحلك وأفظع على مستوى الجريمة داخل منطقة بنسودة، إلى درجة أنّ الساكنة تطلق على هذا المحيط اسم «تكساس»، إذ لا يجرأ رجال الأمن على الاقتراب منه خصوصا في الليل، فقد أفادنا مصدر من ساكنة الحي أنّ العصابات والمجرمين الذين يقطنون به يمنعون رجال الأمن من المرور والتدخل من خلال رشقهم بالحجارة أو إشهار الأسلحة البيضاء(السيوف خصوصا) في وجوههم. «قبل أسبوع كانت سيارة شرطة تمر في الحي، فوقف مجرم خطير في وسط الطريق شاهرا سيفين، وقد أخرج رجل الأمن رأسه من السيارة: عافاك (أفلان) خلينا ندوزو الله يحفظك» أخبرنا (ح.ز) ضاحكا، قبل أن يضيف: « لم نعد نأمن على أنفسنا في بنسودة، فلا يكاد يمر يوم حتى تسمع جريمة، هؤلاء الشباب والمراهقون ما إن تتكلم مع أحدهم حتى يشهر في وجهك سيفين أو خنجرين، الكل صار مسلحا وكأننا في العراق أو أفغانستان».