اندلعت صبيحة أمس الأربعاء، أحداث شغب عنيفة بمقاطعة بني مكادة ، وخاصة بأحياء العوامة، على إثر قيام السلطات العمومية بإنزال أمني مكثف لهدم البناءات العشوائية التي استفحلت بالمنطقة. فحوالي الساعة السادسة صباحا قامت سلطات الولاية بتسخير جرافات للقيام بعمليات الهدم، تحت حراسة أمنية مكثفة، لكن ما إن شرعت السلطات العمومية في هدم البناءات العشوائية حتى ووجهت بمقاومة عنيفة ومنظمة من طرف المئات من ساكنة المنطقة الذين شرعوا في التصدي للقوات العمومية عبر رميهم بالحجارة، كما عمد المحتجون إلى الاعتصام فوق خط السكك الحديدية مانعين بذلك حركة القطارات من وإلى مدينة طنجة. شدة الاحتقان والتصدي العنيف لرجال القوات العمومية من طرف السكان سرعان ما تطور إلى مواجهات مفتوحة نتجت عنها إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف 50 من رجال القوات العمومية، والعشرات من المواطنين تم نقلهم جميعا إلى المستشفى، كما تم تخريب بعض سيارات الشرطة، وهو ما دفع السلطات العمومية، التي خشيت من خروج الأوضاع عن السيطرة، إلى الزيادة في حجم الإنزال الأمني ومن مختلف التشكيلات، وتم اللجوء إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع بهدف محاصرة موقع الأحداث مخافة انتشارها في مناطق أخرى. يذكر أن مدينة طنجة تعيش منذ الانتخابات الأخيرة على وقع اجتياح غير مسبوق للمئات من السكان لمساحات شاسعة من أراضي الجموع والخواص، والغابات وحتى المقابر بمناطق الزويتينة، بوحوت3 ، الخربة، دار القنفود، خندق الورد، الرهراه، المرس، الشجيرات.... وشرعوا في تقسيم الأراضي بشكل عشوائي ورسم حدود البقع باستعمال الجير وحفر الأساسات. وقد لوحظ حينها الموقف المرتبك للإدارة الترابية التي تجد نفسها عاجزة عن اتخاذ إجراءات صارمة لوقف عمليات اجتياح الأراضي من طرف مافيا منظمة باحترافية كبيرة، خوفا من انفجار الأوضاع، خاصة في هذه الظروف الحساسة التي تعرفها بلادنا.