« في الوقت الذي تعيش فيه عدد من الدول العربية تغييرات فوضوية،اختار المغرب مسارا واسعا للإصلاحات، تعطي المثال على التحول في إطار الاستقرار» .وهذا الاستقرار يقول الكاتب ِشارل سان برو يعود فيه الفضل الى الملكية المغربية والتي يعتبر الملك محمد الخامس أحد وجوهها البارزة، والذي يعتبر في نفس الوقت أب استقلال المغرب والذي قاد البلاد نحو العصرنة. « الملك الاصلاحي، الملك المؤسس، الذي يستمع الى شعبه والذي عرف كيف يجمع بشكل متناغم ما بين التقليد والتقدم،واستبق كل التغييرات الاساسية خاصة في ما يخص وضعية المرأة،وفي نفس الوقت إبراز الدور الخاص للمغرب كصلة وصل ما بين ضفتي المتوسط وفاعل أساسي ما بين العالم الاوربي وافريقيا جنوب الصحراء الكبرى». هذا الكتاب الذي صدر في الذكرى الخمسين لرحيل المغفور له محمد الخامس، هو في نفس الوقت تفكير في القوانين السياسية للمغرب ووثيقة تاريخية لعمل هذا العاهل المغربي الكبير.وهو آخر سلطان للإمبراطورية الشريفة وأول ملك معاصر طبع تاريخ بلاده وقوى أسس الملكية المغربية ،الإصلاحية ،الوطنية والشعبية. هذا الكتاب الذي سيصدر هذا الاسبوع بباريس عن منشورات روشي هو للأستاذ شارل سان برو، وهو دكتور في العلوم القانونية ومدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس ،وهو في نفس الوقت باحث في مركز موريس اوريون بكلة الحقوق ديكارت ويدرس العلوم الاسلامية والجيوسياسية في عدد من الجامعات الفرنسية والاجنبية. ويضم الكتاب عددا من الصور المهمة في مسار الملك الراحل، سواء بالمغرب أو في زياراته الدبلوماسية لعدد من بلدان العالم. وحرص صاحب الكتاب الى إعطاء نظرة شاملة عن تاريخ المغرب انطلاقا من وصول الاسلام وتأسيس الدولة الادريسية حتى الدولة السعدية ،ووصول الدولة العلوية الشريفة الى هرم السلطة بالمغرب من خلال تخصيص الفصول الاولى للكتاب لهذا الجانب. كما أن الكتاب يعطي عددا من التفاصيل عن تاريخ المغرب مثل معركة إسلي حتى توقيع الحماية وسقوط المغرب في قبضة الاستعمار.ويضم الكتاب ثمانية فصول وخاتمة ،وأغلب الفصول ترصد سياسة محمد بنيوسف، سواء في معركة التحرير من اجل استقلال المغرب ، الى موحد للبلد وتصوره الديبلوماسي، بالإضافة الى إصلاحاته الكبرى التي مست قطاع التعليم،المرأة والمجتمع.