وجّه عدد من المواطنين من سكان زنقة بني مسكين وباقي الأزقة بحي العيون بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، شكاية إلى عامل المنطقة ، يلتمسون من خلالها تدخل السلطات المحلية والأمنية لرفع الضرر الذي يلحقهم من قاعة للألعاب توجد بالزقاق المذكور، صارت، حسب تعبير المتضررين، «مركزا لكل الشرور ومصدرا لكل الويلات ». المتضررون اعتبروا أن القاعة المشتكى بها أضحت «قبلة للمنحرفين وأصحاب السوء، الذين يقتنون المخدرات من داخلها ويتعاطون لها هناك، فضلا عن الضجيج الذي تتسبب فيه آلة للموسيقى تشتغل بوضع القطع النقدية بها، والتي يختار روادها أغاني معينة تتلاءم ووضعية التخدير التي يكونون عليها غير عابئين بأي كان». ولفتت شكاية السكان القائمين على أمر العمالة إلى أن قاعة الألعاب «أصبحت تشكل خطرا على أبنائهم من اليافعين والقاصرين ومن هم في مقتبل العمر، بفعل احتضانها لآلات الألعاب التي قد تغريهم وتستقطب بعضهم ليسقطوا في براثين الانحراف أمام الممارسات التي تقع أمام ناظريهم»، معتبرين أن «فتح قاعة من هذا القبيل وسط حي شعبي، هو أمر في غير محله، وبأن صاحبها يستغل نفوذه سيما أنه كان يعمل ضمن سلك الشرطة، الأمر الذي جعله وأفراد أسرته يتحدون المتضررين، على اعتبار وضعيتهم هذه التي تجعلهم فوق القانون»، مطالبين بإغلاقها وضمان أمن وسكينة المنطقة ومواطنيها. وفي سياق متصل طالبت عائلة لطفي عبد الكريم المصالح الأمنية باعتقال ابن صاحب المقهى الذي استهدف إبنها ليلة رأس السنة الميلادية حوالي الساعة التاسعة ليلا، عندما افتعل معه شجارا بالحي، غادر على إثره المكان، قبل أن تعود والدته بعد حوالي ساعة من الزمن حيث شرعت في تأنيب «عبد الكريم»، في حين تسلل ابنها من الخلف وباغته بضربة بواسطة آلة حادة تخصص لقطع البقدونس، متسببا له في الإصابة على المستوى الخلفي للعنق طولها 16 سنتمترا تطلب رتقها تسع عشرة «غرزة»، تسلم على إثرها من مصالح مستعجلات مستشفى بوافي شهادة طبية تحدد مدة العجز في 45 يوما. فتقدمت أسرته بشكاية في الموضوع لدى المصالح الأمنية ضد المعتدي الذي لاذ بالفرار حينها، إلا أنه ومنذ ذلك الحين، تقول أسرة الضحية، «ظلت مصالح الدائرة الأمنية المعنية تتعامل مع الموضوع بنوع من اللامبالاة ولم تكلف نفسها عناء وضع حد لفتونة المعتدي وأسرته»، الأمر الذي دفعها إلى لقاء رئيس المنطقة الذي أمر بإحالة الشكاية على فرقة الشرطة القضائية. قاعة الألعاب هذه التي توجد بزنقة بني مسكين هي حالة ضمن حالات شائنة متعددة على صعيد تراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، التي تحولت فيها عدة مقاهي إلى أوكار لترويج المخدرات والإدمان عليها أمام مرأى ومسمع من السلطات والمواطنين بشكل عام، ليس بداخل الأزقة فقط وإنما حتى بالشوارع الرئيسية كما هو الحال بالنسبة لشارع الفداء، في حين تخصصت أخرى في نهب جيوب المواطنين عبر وضع آلات القمار بها «الرياشات»، دون حصولها على أدنى ترخيص بذلك، مادامت تحظى بحماية قانونية من نوع خاص، بدرب الفقراء وبشارع الفداء وببوشنتوف وباقي أحياء المنطقة، أصبح هاجس روادها توفير قطع نقدية من فئة 5 دراهم، سواء أكانت من مصروف الأسرة أو الجيب، أو تم الحصول عليها بأي شكل من الأشكال، وعديدة هي المرات التي وقف المارة فيها على مشهد سيدات وهن يصرخن أمام بعض هذه المقاهي محتسبات أمرهن لله، بعد تضييع رب الأسرة لمصروف الشهر بأكمله طمعا في الربح فإذا به ينقلب إلى خسارة، أو بسبب أبناء هجروا المدرسة واستطابوا هذه المقاهي ورياشاتها، التي ما أن «تنتفهم» و «تريشهم» حتى تلفظهم خارجا، للبحث عن قطع أخرى كيفما كان السبيل إليها!