لا أحد يجادل دور الفوسفاطيين المتقاعدين في المهام والتضحيات التي قاموا بها لتطوير مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، حتى أضحت من بين المؤسسات العالمية الكبرى، تلك المؤسسة التي تساهم في الاقتصاد الوطني، بل ساهمت مؤخرا (2008) في ميزانية الدولة بعد الأزمة المالية العالمية (8 مليار دولار)... لكن هؤلاء المتقاعدين يتعرضون للحيف والتهميش واللامبالاة والإقصاء الممنهج... سواء في تشغيل أبنائهم المعطلين أو في التغطية الصحية أو الاستفادة من الإعانات الاجتماعية والخدماتية. إن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التي اتخذت قرارا بحرمان زوجات المتقاعدين وأبنائهم من التغطية الصحية ، والاستفادة من نظام التأمين عن المرض والمعاش في حالة الوفاة، مما يترتب عنه تشريد الأبناء والأرامل... إن هذه المؤسسة صادرت حقهم في الحياة بعد التقاعد ، وبعد وفاة زوجاتهم أو طلاقهم !!! وهذا ما يتنافى والمواثيق الدولية الرامية لحماية حقوق المرأة. إن المرأة المتوفاة أو المطلقة لا يستفيد أبناؤها؟؟ !!! إن المنظمات الحكومية و غير الحكومية في العالم تتصدى لتأنيث الفقر وتعمل جاهدة على تكريم المرأة، وتأمين العيش الكريم لها، لكن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تتنكر لهذه الفئة من العمال وتحكم على ذوي الحقوق (الزوجات والأبناء) بفقدان كل وسائل العيش الكريم... علما بأن الصندوق الجماعي لمنح رواتب التقاعد، يعترف بحقوق هذه الفئة، لكن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ترفض تطبيق الفصل 28 من القانون المنظم للصندوق وتحرم استفادة الأيتام حتى بلوغ سن 21 سنة... ولتصحيح هذه الوضعية المأساوية، وجهت رئيسة الجمعية المغربية للتواصل النسائي بخريبكة ،عدة رسائل إلى الديوان الملكي وإلى الوزيرة السابقة للتنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وإلى المدير العام للمجموعة من أجل تسوية وضعية زوجات وأبناء المتقاعدين الفوسفاطيين (تتوفر الجريدة على نسخ من الرسائل). إن الوزيرة السابقة بدورها وبعدما توصلت بمراسلة الرئيسة، راسلت بدورها المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط بتاريخ 5 أكتوبر 2011 (تتوفر الجريدة على نسخة منها) تلتمس منه دراسة إمكانية الاستجابة لطلب تسوية وضعية المتضررين، ويتعلق الأمر بالتغطية الصحية والاستفادة من نظام التأمين عن المرض والمعاش. وإلى حدود اليوم مازال المتضررون ينتظرون الإفراج عن ملفهم، وحل إشكاليتهم الاجتماعية وإدماجهم في حياة كريمة. وعلى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والتي لا تعوزها الإرادة ولا الجانب المالي تصحيح هذه الوضعية... عوض تطبيق سياسة صم الأذان، حتى تستفحل الأمور، ولها تجربة في الموضوع، تجربة الحراك الاجتماعي الذي قاده أبناء المتقاعدين الفوسفاطيين المعطلين في الأحداث السابقة بخريبكة، وجزء منهم لايزالون يخوضون معارك في الموضوع.