في زيارة لبعض الأصدقاء الأجانب لمدينة الدار البيضاء الكبرى، أثار انتباههم ارتفاع أعمدة الإنارة بالعديد من شوارع المدينة، حيث قياس طول أغلبيتها يتراوح ما بين 10 إلى 15 مترا، فعلق أحد الظرفاء منهم على ذلك، بالقول إن إنارتها تضيء السماء فقط! ولهذه الأسباب، فإن ضوء أغلب الشوارع يبدو خافتاً، إن لم يكن مظلما، دون أن ننسى مخاطر هذه الأعمدة التي كثيرا ما سقطت على السيارات الواقفة أو المارة، ويبقى حادث عمود عين الشق أكبر شاهد على ذلك! ولم تكن هذه الإشارة هي الملاحظة الأولى، بل أكد الأصدقاء الأجانب، أيضا ، أن هناك لوحات إشهارية ذات حجم مبالغ فيه تكاد تصل إلى واجهة شقة اقتصادية تحجب الرؤية عما وراءها، وتتسبب في بعض حوادث السير، ناهيك عن أحجام الإشارة الضوئية في بعض الشوارع، شأنها في ذلك، شأن بعض إشارات المرور، تلك الخاصة بتوضيح الاتجاهات والمرافق العمومية الكبيرة، والسبب في ذلك، هو عدم القيام ب«تزبير» أشجار هذه الشوارع! خلاصة هذه الملاحظات كانت عبارة عن تساؤلات هؤلاء الفضوليين (Les curieux) مجملها تصب حول: هل هناك من يسير مدينة الدار البيضاء؟.. وإن كان بها مسيرون، فهل يتجولون بهذه الشوارع؟ وإن كانوا يتجولون، فهل تروقهم هذه المظاهر، ناهيك عن علامات ممنوع المرور والوقوف التي انتقلت اختصاصاتها إلى أناس «عاديين» يضعونها ويقتلعونها حسب مصالحهم الذاتية دون علم المصالح المعنية، مما يؤشر على الفوضى التي تعيشها «قرية الدارالبيضاء الكبرى»! إنها تساؤلات تختلف عن أسئلة بعض المستثمرين خلال لقاءاتهم «المصلحية» مع مسيري هذه المدينة الضائعة!