كل شيء في الدارالبيضاء قابل للسقوط! هذا ما تشير إليه الجدران والأعمدة الكهربائية والأشجار والنخيل.. المتهاوية هذه الأيام . الرياح الأخيرة أتت على منازل بالمدينة القديمة ومنزل بدرب السلطان واللائحة مفتوحة وعشرات الأشجار وبعض «نخلات» عين الذئاب، هذا الأخير الذي لم يمر على إعادة هيكلته سوى أشهر قليلة! في يوم الجمعة الماضي، سقط عمود كهربائي على سيدة كانت مارة من درب البلدية بمنطقة الفداء مرس السلطان، ليصيبها بكسور وجروح بالغة الخطورة، نقلت على إثرها إلى قسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد. وقبل هذه المرأة كان عمود سابق قد أودى بحياة مواطن، وأعمدة أخرى أصابت آخرين بكسور، دون الحديث عن الأعمدة التي تأتى على السيارات وغيرها. وفي رمضان ما قبل الماضي، سقط عمود بمنطقة عين الشق بالقرب من الموكب الملكي، حين كان جلالة الملك مغادرا المسجد بعد أدى صلاة الجمعة !! «تحالف» الأعمدة والأشجار في السقوط، مع هبة أول ريح، يطرح مشكل الصيانة والإصلاح في هذه المدينة، التي اعتمد فيها منطق التزيين اللحظي لبعض الواجهات، إما لتبرير الميزانيات أو لإبراز «الانهماك» في العمل لزوارها من المسؤولين والضيوف الأجانب، الذين إذا خرج أحدهم سرا إلى شوارعها، لن يستطيع الإتكاء على أي شيء واقف، ولن يستطيع المشي بدون إتقان رياضة القفز، بفعل اقتلاع «زليج» الأرصفة، وافتقاد «القوادْس» للأغطية! على مستوى الأرض، تظهر الحقيقة المتعلقة بالصيانة، فمجمل الشوارع «يتشقق»، زفتها في الصيف، وخلال الأمطار لن تجد شبرا مستويا بين الحفر، علما بأن الميزانية المخصصة لعمليات الإصلاحات تعد بالملايير، تستفيد منها شركات «مختصة» في عدم الصيانة، ترسو عليها صفقات الحلم! فهل ستُصلح هذه الشركات الطريق بجدية حتى لا يشاهد المواطنون آلياتها «تشتغل» في الشوارع ذاتها خلال السنة الموالية!؟