تم مؤخرا اقتلاع الأغراس التي كانت تتوسط شارع الجيش الملكي ونُقلت إلى حيث يجهل حتى أعضاء المقاطعة المشرفة وجهتها، ولا يعرف أحد حتى الآن لماذا اقتلعت وهل ستعوض بأغراس أخرى ؟.. والدارالبيضاء، لها حكاية طويلة مع الأغراس والخضرة، فهي المدينة الوحيدة التي تفتقد إلى حدائق وفي نفس الوقت تنفق الملايير على الاغراس والأشجار، بحيث ليست هناك صفقة تهم هذا المجال تقل عن 200 مليون سنتيم، لكن لانعرف أين تغرس هذه المقتنيات من الأشجار والنباتات والورود باستثناء مربعات محدودة في بعض الشوارع! لكن ما نشهد عليه حقيقة هو اقتلاع الأشجار في كل حملة تزفيت أو إنجاز مشروع، وقد اقتلعت قبل الانتخابات الأخيرة فقط أزيد من 200 شجرة لم يتم تعويضها! قبل أسابيع خرج أعضاء إحدى المصالح التقنية التابعة للجماعة، وأمروا أحد أرباب المقاهي باقتلاع نخلتين غرسهما أمام المقهى لأنهما تعرقلان السير، فاكتشف الأعضاء بأن صاحب المقهى اشترى النخلتين بمليون سنتيم للواحدة من أحد المحسوبين على الجماعة، وهما نخلتان اقتلعتا من منطقة عين الذئاب حين كانت الأشغال جارية بها! بالفعل، الأغراس تقتلع من هنا وتتم إعادة بيعها إما للجماعة نفسها أو للخواص، هذا ما يسر لك به أغلب الأعضاء بمجلس المدينة أو المقاطعات. خلال عملية الاصلاح التي شهدها كورنيش عين الذئاب في الصيف الماضي، احتسبت النخلة الواحدة ب 20 ألف درهم، وفي الحقيقة أن معظم أشجار النخيل نقلت من الشارع المجاور للكورنيش . لمن لا يعرف، فإن الدارالبيضاء توجد في ملكيتها هكتارات شاسعة بغابة عين تكي، حيث تتوفر على أغراس متنوعة ومتعددة ، وتتوفر أيضا على مشتلين كبيرين، الأول يوجد بمنطقة مولاي رشيد والثاني بمنطقة الحي الحسني، أضف إلى ذلك أن المقاطعات الست عشرة المنتشرة في المدينة تتوفر كل واحدة منها على مشتل صغير، ومع ذلك تخرج الصفقات بملايين السنتيمات وكأننا نأتي بها من هولندا أو سويسرا! والعجيب الأعجب أننا لانرى لها أثرا في أزقتنا وأحيائنا ،اللهم بعض الشجيرات والنخلات «الراشية» التي لا ترحمها إلا الأمطار... ليبقى العنوان البارز في العاصمة الاقتصادية هو «لا نبات».