على إثر الشكاية التي توصلت بها الجريدة من طرف مجموعة من سكان درب الخير بعين الشق، حول الحديقة التي راجت بشأنها «أخبار» تفيد عزم السلطات المسؤولة على تغييرها ب «كروازمة» وموقف للسيارات، انتقلت الجريدة إلى عين المكان واستمعت إلى بعض المواطنين بالزنقتين 11 و6 المحيطتين بالحديقة مثار النقاش. بعض القاطنين عبروا عن تخوفهم من حذف هذا المتنفس الوحيد بالحي، بينما البعض الآخر ، خصوصا منهم سكان الشقق السفلى، لا يريدون أن تمس هذه الحديقة وأن تبقى كما هي لأنهم يستغلونها في نشر غسيلهم. أما مجموعة ثالثة، تشكل الأغلبية، فتطلب الحفاظ على جميع الأشجار وإضافة أغراس وبعض الكراسي حتى تصبح حديقة حقيقية. أحد نواب رئيس المقاطعة ، أكد للجريدة أن الزنقة 11 سيتم توسيعها بإضافة مساحة مترين ستُأخذ من هذه الحديقة، شأنها في ذلك شأن الزنقة 6! هذا القرار تحفظ منه بعض السكان خوفا من مرور السيارات والشاحنات مما يشكل خطرا على أطفالهم، أو تصبح «موقفا لمختلف وسائل النقل» ، علما بأن بالقرب من هذه الحديقة توجد ساحة أصبحت سوقا عشوائيا معروفا باسم «سوق براكت الحوت». وفي اتصال مع المهندسة المكلفة بهذا المشروع، أكدت أن الحديقة «ستصبح على شكل مثلث تتوسطه دائرة يحيط بها ممر للراجلين خصص له متران وتقسمها بالداخل أربعة ممرات عرضها متر واحد وتتوسطها أشجار منها ما هو موجود بها حاليا ومنها ما سيتم تعويضه بأخرى، زيادة على أغراس وورود، مع إنارة خاصة عبر أعمدة تحيط بها على شكل دائرة وبكل مربع منها عمودان كهربائيان... ». رئيس المقاطعة أكد بدوره أن «الأشغال ستنطلق قريبا حسب التصميم الذي أُعد لهذه الحديقة...». وللإشارة ، فإن هذه الحديقة كانت مثار جدل قبل نهاية الولاية السابقة لمجلس المقاطعة بين جمعية قريبة من الحي وبين بعض السكان يتزعمهم مستشار سابق ، حين حصلت الجمعية على دعم مالي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لاستغلال هذه الحديقة كفضاء للمسنين وبعض أنواع الرياضة حيث وضع جدار قصير وأنزلت بعض لوازم البناء إلا أن بعض المحلات التجارية قاومت ذلك المشروع مما جعله يقبر في المهد! السكان أشاروا أيضا، في حديثهم للجريدة، إلى مشكل السوق العشوائي المجاور ل «براكة الحوت» والقريب من هذه الحديقة ، والذي وجهوا بشأنه عدة شكايات ونظموا بعض الوقفات الاحتجاجية أمام مقر العمالة ومقر الأمن الإقليمي ، حيث مازالوا ينتظرون ترجمة الوعود التي أعطيت لهم إلى أرض الواقع والتنفيذ!