تعيش حوالي 300 أسرة منذ نهاية الثمانينات مع معاناة يومية بحي عبد المومن بالمحمدية، وذلك رغم قيام السكان بطرق كافة أبواب المسؤولين دون أن يلقوا صدى إيجابيا لشكاياتهم أو تجاوبا مع مطالبهم البسيطة جدا، والتي أضحت ، مع مرور الأيام، بمثابة أمانٍ وأحلام مستعصية التحقيق وصعبة المنال! جمعية الإخلاص الممثلة لسكان المنطقة وعلى لسان منخرطيها، بات شغلها الشاغل وهمها الوحيد هو محاولة تحقيق جزء من مطالبها المتجسدة في توفير «الزفت» الذي يتساءلون عن السر في «تغييبه» ومدى مسؤولية المقاول والمجلس البلدي في ذلك؟ والذي أضحت معه الشوارع والأزقة في وضعية تثير الحسرة والشفقة ! والمطالبة بتحرير البقع الأرضية المجاورة لمنازلهم من «ورشات عشوائية» لإصلاح الآليات والشاحنات في الناحية الشرقية من الحي، التي تتسبب في تلويث وتشويه المجال الحضري والبيئي للحي» شأنها في ذلك شأن « شركة لكراء الأخشاب المستعملة في البناء محرك ضخ مياه بئر في الجهة الجنوبية للحي المحاذي للطريق السيار مستودع لشاحنات وصناديق نقل السمك في مدخل الحي من شارع فلسطين تحويل أطراف الحي إلى مطارح للتخلص من الأتربة ونفايات مواد البناء التي تجلبها شاحنات من مختلف الأحجام لاتكاد تنقطع حركتها و مطارح لصنع الآجور»! «الاتحاد الاشتراكي» انتقلت إلى عين المكان ووقفت على النقاط السوداء المختلفة التي تحاصر المنطقة، التي تفتقد إلى أغلب المرافق الضروري إحداثها في كل التجزءات السكنية، ومنها غياب المسجد، إذ يجد السكان صعوبة في التوجه نحو مسجد آخر بتجزئة الراشيدية لأداء الصلوات الخمس لبعد المسافة، خاصة بالنسبة للمسنين منهم، ورغم مطالبتهم المقاول الذي باعهم البقع الأرضية التي شيدت فوقها منازلهم، بتمكينهم من مسجد إلا أن ذلك لم يتحقق « ولم تتحقق معها التزاماته ومنها تعهده بأن الواجهة الخارجية المطلة على الشارع سيشيد فيها سوق تجاري وحديقة، إلا أن ما بني عليها لم يكن سوى إقامات سكنية كان الهاجس فيها هو تحقيق الربح المادي». الأزبال والأتربة تحظى بنصيب وافر من معاناة سكان حي عبد المومن، وينضاف إليها «خطر الأسلاك الكهربائية ذات التوتر العالي التي تخترق الحي والتي لها من الانعكاسات الشيء الكثير على صحة وسلامة المواطنين، ثم انعدام السلامة الطرقية للساكنة على مقطع شارع فلسطين بفعل السرعة الجنونية لبعض سائقي سيارات الأجرة من الصنف الكبير التي تقل زبائنها من وإلى عين تكي». بعض أعضاء مكتب الجمعية ومعهم مجموعة من السكان ممن التقتهم الجريدة، أكدوا أنهم في شبه «حرب مفتوحة» يوميا مختلفة الأصعدة ومتعددة «الجبهات» مع الجرذان والبعوض ومع الظلام الذي يخيم على المنطقة مرارا وتكرارا بفعل الأعطاب التي تتسبب في تضرر شبكة الإنارة العمومية، وانعدام الأمن، مضيفين بأن كل هذه المشاكل لم تحرك ساكنا في المجلس البلدي والجهات المعنية من سلطات محلية وغيرها للتدخل وإيجاد حلول، بل إن حتى الشكايات التي وجهت، ومنها تلك المؤرخة في 14 شتنبر 2004 على سبيل المثال لا الحصر، لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة ، والتي تمحورت حول « تظلم وطلب التدخل لتحويل موقع مرور أسلاك كهربائية ذات توتر عالي»، ومعها أيضا طلبات لمجالسة ومقابلة القائمين على أمور المدينة، حيث كان نصيبها « الرمي بها في سلة المهملات»! ليبقى بذلك واقع التجزئة مظلما في انتظار من له صلاحية التدخل لإنارته، ورفع المعاناة اليومية التي يعيش على إيقاعها السكان ، والتي من الممكن أن يتحقق بعض منها بمناسبة «موسم» الانتخابات!