مرض الرئة الانسدادي المزمن، هو مرض رئوي يتسم بانسداد مزمن يحول دون تدفق الهواء من الرئتين، علماً بأنّ هناك نقصاً في تشخيص هذا المرض الرئوي الذي يعرقل عملية التنفس العادية ويتهدّد حياة المصابين به، إذ لا يمكن الشفاء منه بشكل تام. والجدير بالذكر أنّه لم يعد هناك استخدام لمصطلحي «التهاب القصبات المزمن» و«النفاخ»، حيث أُدرجا الآن في عملية تشخيص هذا المرض. الأعراض : أكثر أعراض هذا المرض شيوعاً، ضيق التنفس أو (الحاجة إلى استنشاق الهواء)، وإفراز البلغم بشكل غير عادٍ ( وجود مزيج من اللعاب والمخاط في المسلك الهوائي)، والسعال المزمن. وقد تصبح الأنشطة اليومية، مثل صعود عدد قليل من الدرجات أو حمل حقيبة، أمراً بالغ الصعوبة كلما اشتدّ المرض. التشخيص والعلاج : يتم تأكيد تشخيص مرض الرئة الانسدادي المزمن من خلال اختبار بسيط يُدعى «قياس التنفس»، وهو اختبار يقيس عمق التنفس لدى الشخص وسرعة دخول الهواء إلى رئتيه وخروجه منهما، وغالباً ما يُشخّص المرض لدى أولئك الذين يبلغون من العمر 40 سنة أو يزيد نظراً لبطء تطوّره. وجدير بالذكر أنّ مرض الرئة الانسدادي المزمن هو من الأمراض التي لا يمكن الشفاء منها، غير أنّ أشكال العلاج المختلفة كفيلة بالسيطرة على الأعراض وتحسين نوعية حياة المصابين به. فيمكن أن تسهم الأدوية التي تساعد على توسيع المسالك الهوائية الرئيسية، مثلاً، في الحد من ضيق التنفس. من هم الأشخاص المعرّضون لمخاطر الإصابة بالمرض؟ كان مرض الرئة الانسدادي المزمن، في وقت من الأوقات، أكثر انتشاراً لدى الرجال، غير أنّه أصبح يصيب الرجال والنساء سواءً بسواء تقريباً، وذلك بسبب زيادة استخدام التبغ من قبل النساء في البلدان ذات الدخل المرتفع وزيادة مخاطر التعرّض لتلوّث الهواء داخل المباني ( الناجم عن استخدام الوقود الصلب لأغراض الطهي والتدفئة على سبيل المثال) في البلدان المنخفضة الدخل. وتحدث قرابة 90% من الوفيات الناجمة عن هذا المرض في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، علماً بأنّ تلك البلدان لا تضمن تنفيذ الاستراتيجيات الفعالة للوقاية من الأمراض ومكافحتها أو لا تضمن إتاحتها للناس بشكل مستدام. عوامل الاختطار : مرض الرئة الانسدادي المزمن من الأمراض التي يمكن توقيها. ويُعد التعرّض لدخان التبغ ( بما في ذلك التعرّض اللاإرادي أو غير المباشر) السبب الأوّل لظهور هذا المرض. ومن عوامل الاختطار الأخرى ما يلي: التعرّض لتلوّث الهواء داخل المباني ( الناجم عن استخدام الوقود الصلب لأغراض الطهي أو التدفئة على سبيل المثال)؛ التعرّض لتلوّث الهواء الخارجي؛ التعرّض للغبار والمواد الكيميائية في مكان العمل التعرّض للأبخرة والمواد المهيّجة والأدخنة ؛ التعرّض، باستمرار أثناء مرحلة الطفولة، لأنواع العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي. ومن المتوقّع أن يزيد العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن هذا المرض بنسبة تفوق 30% في السنوات العشر القادمة إذا لم تُتخذ إجراءات فورية للحد من عوامل الاختطار ذات الصلة، ولا سيما تعاطي التبغ. استجابة منظمة الصحة العالمية تدخل الأنشطة التي تضطلع بها منظمة الصحة العالمية لمكافحة مرض الرئة الانسدادي المزمن، ضمن مجمل الأنشطة الرامية إلى الوقاية من الأمراض المزمنة ومكافحتها. والأغراض التي تنشدها المنظمة في هذا المجال هي: إذكاء الوعي بوباء الأمراض المزمنة العالمي؛ تهيئة بيئات صحية، للفئات الفقيرة والمحرومة بوجه خاص؛ تقليص عوامل الاختطار الشائعة المرتبطة بالأمراض المزمنة، مثل تعاطي التبغ واتّباع نظام غذائي غير صحي والخمول البدني؛ تجنّب الوفيات المبكّرة وما يمكن توقيه من حالات العجز الناجمة عن الأمراض المزمنة الرئيسية. وقد تم وضع اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ استجابة لاتخاذ وباء التبغ أبعاداً عالمية وبغرض حماية مليارات من الناس من الأضرار الناجمة عن التعرّض للتبغ. وتلك الاتفاقية هي أوّل معاهدة دولية تم التفاوض بشأنها تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، علماً بأنّ أكثر من 167 بلداً قد صادقت عليها. كما تتولى منظمة الصحة العالمية قيادة التحالف العالمي لمكافحة الأمراض التنفسية المزمنة، وهو تحالف طوعي قائم بين منظمات ومؤسسات ووكالات وطنية ودولية تسعى إلى تحقيق الهدف المشترك المتمثّل في التخفيف من العبء العالمي الناجم عن الأمراض التنفسية المزمنة. ويتطلّع هذا التحالف إلى رؤية عالم يتمكّن جميع سكانه من التنفس بدون صعوبة. وهو يركّز، تحديداً، على احتياجات البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل والفئات السكانية المستضعفة.