في تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية: 6 ملايين شخص سيلقون حتفهم خلال 2011 بسبب التدخين التحذيرات الصحية المصورة على علب التبغ أثبتت فعاليتها في الحد من الإدمان عليه 80% من المدخنين يعيشون في البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل أعلنت منظمة الصحة العالمية أن التدخين سيقضي خلال 2011 على حياة 6 ملايين إنسان منهم 5 ملايين من المدخنين أو ممن سبق لهم أن كانوا مدخنين أو من مستخدمي التبغ بدون دخان إلى جانب 600 ألف من غير المدخنين ولكنهم تعرضوا لدخان التبغ. وتوقعت المنظمة أن يقضي التبغ بحلول عام 2030 على حياة ثمانية ملايين إنسان كل عام حيث يعتبر من أكبر المساهمين في انتشار الأمراض غير المعدية وهي الأمراض القلبية والسكتة الدماغية والتي تؤدي إلى 63 ألف من الوفيات. كما أفادت المنظمة تقريرها الدوري الثالث حول التبغ بأن أكثر من مليار إنسان في 19 بلدا في الوقت الراهن تشملهم تغطية القوانين التي تشترط وجود التحذيرات الصحية المصورة على علب التبغ. وأوضحت المنظمة أن هذا العدد يشكل تقريبا ضعف ما كان عليه قبل سنتين حينما لم يكن يتجاوز 547 مليون إنسان في 16 بلدا. وأشارت إلى أن المكسيك وبيرو والولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر البلدان الثلاثة الأخيرة بين الدول التي اشترطت وجود التحذيرات الصحية المصورة التي تستحوذ على مساحة كبيرة من علب التبغ والتي أثبتت جدواها في تحفيز المدخنين على الإقلاع عن التدخين وحدت من تقبله لدى الناس الذين لم يصبحوا مدمنين عليه بعد. كما استعرض تقرير منظمة الصحة العالمية حول الوباء العالمي للتبغ لعام 2011 الحملات الإعلامية التي استهدفت مكافحة التبغ مبرزا أن 1.9 مليار إنسان يعيشون في 23 بلدا قد نفذت بلدانهم حملة أو أكثر من الحملات الإعلامية القوية التي استهدفت مكافحة التبغ خلال العامين المنصرمين. وتتضمن بعض العلب صورا لأسنان مصابة بالتسوس أو رئة مصابة بالسرطان. ويعد اشتراط وجود التحذيرات الصحية المصورة على علب التبغ أحد التدابير الستة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية لخفض الطلب على التدخين. أما التدابير الخمسة الأخرى فتشمل رصد تعاطي التبغ، وحماية الناس من دخان التبغ، ومساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وزيادة الضرائب على التبغ، وإنفاذ الحظر على الإعلان عن التبغ وعلى ترويجه وعلى رعايته للأنشطة الرياضية والترفيهية. ومن بين مليار إنسان أو أكثر ممن يدخنون التبغ يعيش 80% في بلدان منخفضة الدخل أو متوسطة الدخل ونصفهم سيموتون بسبب مرض ذي صلة بالتبغ. وتفيد تقديرات سابقة للمؤسسة العالمية لأمراض الرئتين والجمعية الأمريكية للسرطان، أن تكلفة تعاطي التبغ على الاقتصاد العالمي تبلغ نحو 500 مليار دولار في السنة في صورة نفقات طبية مباشرة ونقص في الإنتاجية وأضرار بيئية. وقال التقرير «يسبب التبغ حالة واحدة من كل عشر حالات وفاة في شتى أنحاء العالم». وأفادت المنظمتان وهما هيئتان للبحوث والاستشارات غير هادفتين للربح بأن معدلات التدخين انخفضت في الدول الغنية مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا واليابان على مدى العقود الأربعة الأخيرة بينما ارتفعت في معظم أنحاء العالم النامي. ومن بين المعلومات التي تضمنها التقرير أن عدد المدخنين من الرجال «مليار» يمثلون 35 في المائة من الرجال في الدول الغنية و50 في المائة من الرجال في الدول النامية. وقال التقرير إن خطر الوفاة بسرطان الرئة يزيد أكثر من 23 مرة لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين. وأضاف أن التبغ يقتل ما بين ثلث ونصف المدخنين، وأن أعمار المدخنين اقصر بنحو 15 عاما في المتوسط من أعمار غير المدخنين، وان تدخين التبغ سيقتل في النهاية 250 مليونا من المراهقين والأطفال الذين يعيشون الآن. وقال التقرير إن تدخين التبغ أودى بحياة مئة مليون شخص في القرن العشرين، وتوقع أن يصل عدد ضحاياه الى مليار شخص في القرن الحادي والعشرين ما لم تطبق إجراءات فعالة لمنع صغار السن من التدخين ومساعدة المدخنين الحاليين على الإقلاع عن التدخين. النساء فريسة سهلة وترجح مجموعة دراسات أن النساء ربما الأكثر تعرضاً لمخاطر التدخين والإصابة بأضرار قد تتسبب بها المواد المسرطنة والجزئيات المؤذية في السجائر. فقد كشف بحث سويسري شمل نحو 700 مريض بسرطان الرئة، أن النساء اللاتي شخصت إصابتهن بهذا النوع من السرطان كن أصغر سناً رغم تدخينهن بمعدل أقل عن الرجال المصابين بذات الداء. وفي دراسة أخرى، أجراها باحثون من جامعتي «هارفارد» الأمريكية و»بيرغن» النرويجية، قامت على تقييم أكثر من 950 مريضاً بالانسداد الرئوي المزمن COPD من الجنسين، تبين أن شريحة النساء المريضات كن في سن أصغر لدى تشخيص إصابتهن بالمرض، كما قل معدل التدخين بينهم عن الرجال المصابين بذات المرض. ويقول التقرير، المنشور في الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة الأمريكية، إن نتائج عدد من الدراسات العلمية أجريت على مدى العشرين عاماً الماضية، صبت في نفس الاتجاه المشير إلى أن المدخنات ربما أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة عن نظرائهن من الرجال المدخنين. وقالت د. إينغا-سيسل سوهايم التي قادت بحث جامعتي هارفارد وبيرغن: «ربما النساء أكثر قابلية لتأثير التدخين المدمر على الرئة.» من جانبه يرى د. مايكل تون، مدير قسم أبحاث علم الأوبئة بجمعية السرطان الأمريكية أن «الأدلة الفعلية تشير إلى أن الرجال والنساء، على حد سوا، عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي بالتساوي.. سواءً بالتدخين أو بغيره.» ويعد سرطان الرئة «القاتل الأول» في الولاياتالمتحدة، ويفوق عدد ضحاياه ضحايا سرطان القولون والثدي والبروستات مجتمعين. ومؤخراً، قرع تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، ناقوس الخطر، بعد أن سلَّط الضوء على الأعداد المتزايدة بكثرة لمرضى السرطان، وبالتحديد من الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل. ووضع التقرير قضية التدخين في مقدمة الأسباب المؤدية لمرض السرطان، وخاصة في الثمانينات والتسعينيات،، متوقعا أن تصل نسبة المدخنين إلى الذروة مع حلول عام 2030.