بعد مؤسسة «أبي القاسم الزياني» و»طارق» و»فاطمة الزهراء» بخنيفرة، و»مولاي رشيد» بأجلموس، و»القدس» بتغسالين، و»أم الربيع» و»حمان الفطواكي» بمريرت، وفي الوقت الذي لاتزال فيه ثانوية أبي القاسم الزياني على صفيح ساخن بإضراباتها ووقفاتها ومسيراتها التلاميذية بين المؤسسة والنيابة الإقليمية، ينتقل الاحتجاج لثانويتي «محمد السادس» بخنيفرة و»الحسن اليوسي» بآيت اسحاق، حيث نقل أساتذة المؤسستين احتجاجاتهم إلى ساحة النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والتقوا في وقفة غاضبة رددوا عبرها مجموعة من الشعارات المشتركة التي عبرت في مجملها عن السخط إزاء ما تعانيه المؤسستان من مشاكل عالقة لاتزال رهينة استخفاف الجهات المعنية بقطاع التربية والتكوين، وكذلك إزاء «الآذان الصماء» المستعملة في التعامل مع مطالبهم المشروعة. محتجو ثانوية محمد السادس، خاضوا عدة إضرابات ووقفات احتجاجية داخل المؤسسة، منذ 17 نونبر المنصرم، وبينما توقفوا عن العمل لمدة يومين، الثلاثاء والأربعاء 13 و14 دجنبر 2011، قرروا استئناف إضراباتهم، أيام الخميس والجمعة والسبت 29 و30 و31 دجنبر 2011، ثم أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت 18 و19 و20 و21 يناير المقبل، وفي حالة عدم الاستجابة لمطالبهم سيلجؤون إلى« أشكال نضالية أكثر تصعيدا، بدءا بإضراب مفتوح سيعلن عن تاريخه لاحقا»، جاء ذلك ضمن بيان صادر عن جمع عام عقدوه بالمؤسسة، وتدارسوا من خلاله مختلف المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسة، وخرجوا منه بملف مطلبي، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، ومن نقاطه أساسا التشديد على ضرورة «توصل أساتذة السلك الإعدادي بمستحقاتهم المتعلقة بتصحيح الامتحان الجهوي، مع الرفع من قيمة التعويض»، كما جددوا مطالبة أساتذة السلك الثانوي التأهيلي ب«استرجاع ما تم اقتطاعه من تعويضاتهم الخاصة بالامتحان الوطني الجهوي»، وتحقيق العمل على صرف مستحقاتهم فور الانتهاء من عملية التصحيح. ولم يفت المحتجين المطالبة ب«فتح تحقيق جدي ومسؤول في شأن الميزانية التي صرفت على المؤسسة، والتي لا تطابق هزالة الترميمات المنجزة»، حسب بيانهم، مع التعجيل ب«إصلاح ساحة المؤسسة ونقط تسرب المياه المطرية التي تحولها إلى برك متعفنة»، فيما طالبوا بالتدخل الفوري من أجل «الاستجابة العاجلة لمطالب نزيلات ونزلاء داخلية المؤسسة، بدءا من إصلاح المرافق الصحية والمراقد والنادي وأبواب الخزانات»، ومن ذلك إلى ضرورة تحديث التجهيزات التربوية من سبورات ومقاعد ومكاتب وغيرها من التي لم تعد صالحة، بالنظر لتقادمها بعد مضي ربع قرن من عمرها. وفي سياق متصل، لم يفت المحتجين المطالبة ب«توفير الإنارة الكافية والأمن بمحيط المؤسسة»، وارتباطا بالموضوع سبق لأساتذة ثانوية محمد السادس تعميم عريضة احتجاجية، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، استنكروا من خلالها تعرض مداخل المؤسسة، مساء الثلاثاء 6 دجنبر 2011، لهجوم مكثف بالحجارة من طرف غرباء عن المؤسسة، وذلك أثناء خروج التلاميذ والأساتذة الذين «اضطروا المكوث داخل المؤسسة إلى وقت متأخر»، ما نتج عنه حالة من الفوضى والهلع، ما يعتبر، حسب العريضة، «سابقة خطيرة تهدد سلامة المدرسين والمتمدرسين بالمؤسسة»، وكرد فعل على ذلك تقرر التوقف عن العمل ليومين في سبيل إرغام المسؤولين على توفير الإنارة والأمن بشكل دائم. وصلة بالملف المطلبي لمحتجي ثانوية محمد السادس، طالبوا أيضا ب«سد الخصاص الحاصل على مستوى الأطر الإدارية»، والرفع من علو السور المحيط بالمؤسسة وتجميل شكله الخارجي بما يتلاءم والاحترام الواجب لدلالة التربية والتكوين، مع ضرورة التدخل ل«وضع حد لحالة الاكتظاظ داخل الفصول بالتوقف عن تسجيل التلاميذ الوافدين»، بينما زادوا فطالبوا باستغلال مستودع بالقسم الداخلي لمجال الرياضة وفاء لالتزام سبق أن تم تقديمه لأساتذة التربية البدنية. ومن «ثانوية محمد السادس» بخنيفرة إلى «ثانوية الحسن اليوسي» بآيت إسحاق، هذه التي لم تتوقف عن احتجاجاتها منذ مدة طويلة، قبل قيام أساتذتها بعقد جمع عام، ناقشوا من خلاله مختلف المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسة، وخرجوا بملف مطلبي، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، دعوا فيه الجهات المسؤولة إلى «إيجاد حلول ناجعة ومستعجلة لظاهرة الاكتظاظ المهول الذي تعاني منه فصول السلك الأول»، مع ضرورة سد الخصاص المقلق على مستوى الأطر التربوية والإدارية، وخصاص القاعات ( لعدم صلاحية القاعات 19، 20، F، D، C، الآيلة للسقوط في أية لحظة). أساتذة ثانوية الحسن اليوسي طالبوا أيضا بتوفير الأمن بمحيط المؤسسة بصفة دائمة، و»القيام بحملات تمشيط فعالة ومنتظمة، مع ضرورة «توفير الإنارة على طول الطريق المؤدية إلى المؤسسة»، ولم يفت ذات المحتجين التشديد على ضرورة «التدخل لإعادة النظر في شأن الإصلاحات التي طالت القسمين الداخلي والخارجي»، مع القيام بتغيير البنية التربوية للمؤسسة بهدف التخفيف من حدة مظاهر الاكتظاظ الذي تعاني منه هذه المؤسسة. وفي هذا الصدد، سبق لأساتذة ثانوية الحسن اليوسي التوقف عن العمل لمدة أربع ساعات، يوم الخميس الفاتح من دجنبر الجاري، ثم توقف آخر لمدة يوم كامل يوم الأربعاء 7 دجنبر، قبل نقل المعركة إلى ساحة النيابة الإقليمية للتربية الوطنية بخنيفرة، يوم الثلاثاء 13 دجنبر، وتوقف عن العمل يوم الأربعاء 14 دجنبر، ليتقرر شد الرحال إلى خنيفرة ثانية، يوم الخميس 22 دجنبر، من أجل تنظيم وقفة احتجاجية أمام عمالة الإقليم، وتوقف عن العمل في اليوم الموالي، الجمعة 23 دجنبر، ولم يفت المحتجين التهديد بخوض ما يتطلبه الوضع من معارك تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم التي اعتبروها «عادلة ومشروعة».