رغم أحوال الطقس الباردة، رفع أساتذة ثانوية فاطمة الزهراء بخنيفرة من درجة حرارة غضبهم حيال وضعية مؤسستهم بوقفتين احتجاجيتين، قبل الارتقاء بمعركتهم إلى حمل الشارة على مدى أسبوع كامل كإجراء إنذاري، ويستعدون من الآن لاتخاذ خطوات تصعيدية من المزمع القيام بها خلال الأيام القليلة المقبلة «في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم وحل المشاكل العالقة»، حسبما ورد ضمن بلاغ اكتفى المحتجون بتعليقه داخل المؤسسة وتوجيه نسخة منه إلى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، كما حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه. ويستنكر أساتذة ثانوية فاطمة الزهراء ما وصفوه ب»المشاكل التي تعيق سير العملية التعليمية لهم وللتلاميذ على السواء»، والتي لم يتم التعاطي معها بإيجاب أو إيلائها ما تستحقه من الاهتمام والمسؤولية، ومنها أساسا مشكل المكتبة/ الخزانة التي ظلت ولا تزال مغلقة منذ ثلاث سنوات دون أي مبرر رغم كثرة الوعود التي تُقَدم بين الفينة والأخرى من جانب المسؤولين، ليبقى منطق التجاهل والتسويف هو سيد الحال، علما أن المكتبة المغلقة سبق أن تم تتويجها أيام زمان بشهادة تقدير جهوية وأخرى وطنية قبل أن تصير اليوم أشبه ب»غار حراء» كما جاء في تعليق لأحد ظرفاء المؤسسة. المحتجون نددوا أيضا بوضعية المختبرات، حيث انعدام أي مُحَضر مختبر علوم الحياة والأرض مثلا، مع ما يترتب عن ذلك من نتائج عكسية طبعا، إضافة إلى مشكل الروائح الكريهة التي تملأ فضاء قاعة بهذه المختبرات بسبب قناة للواد الحار هي الآن عرضة للامبالاة، ولم يفت المحتجين الإشارة إلى حالة مختبر العلوم الفيزيائية الذي لا يشبه غير «قبو» تنعدم فيه شروط التهوية، وقد سبق إشعار مصالح النيابة الإقليمية للوزارة الوصية بالموضوع، وأعطيت وعود لعلاج الأمر، غير أن «دار المختبر لا زالت على حالها»، شأنها شأن الحالة السيئة التي توجد عليها السبورات، هذه التي لم تعد صالحة لا للكتابة ولا للاستعمال. ومن أسباب الاحتجاج الأخرى، مشكل لا يزيد للمحتجين إلا غضبا واستياء، والمتعلق بوضعية الإنارة داخل القاعات وفناء المؤسسة وخارجها، إذ كلما غادر التلاميذ مؤسستهم يجدون أنفسهم تحت رحمة ظلام دامس يقابله في غالب الأحيان «غياب» الأمن و»حضور» الغرباء والمتحرشين، سيما أن المؤسسة تقع بمكان شبه منعزل، ويكفي بالتالي التنبيه مجددا لحال السور المحيط بالمؤسسة، والذي لم يعد يحمي إلا نفسه القصيرة والمتهدمة. ومن ضمن النقاط التي أثارها المحتجون، تجلت في وضعية الخصاص الحاصل في عدد المدرسين، وحرمان التلاميذ من بعض المواد، مثل الفيزياء بالنسبة لأقسام الجذع المشترك، الفرنسية والرياضيات للأولى باك، والإعلاميات للثالثة إعدادي، وفي هذا الصدد علمت «الاتحاد الاشتراكي» بأن جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ ثانوية فاطمة الزهراء دخلت بدورها على الخط، وتقدمت لعامل الإقليم برسالة تحتج فيها على ما وصفته ب»تعثر الدراسة ببعض المستويات الدراسية» منذ شهرين، وتأتي مكاتبة العامل، حسب مضمون الرسالة، «بعد استنفاذ جميع الحلول مع مختلف مكاتب النيابة المعنية»، وطالبت الجمعية المسؤول الإقليمي بالتدخل «من أجل إيجاد حل مستعجل لمشكل تخلي بعض الأساتذة المبرزين لحصص مقررة (سبع ساعات في الأسبوع)، حسب الجمعية، ويتعلق الأمر بمواد الفيزياء (جذع مشترك علوم 3)، الفرنسية (جذع مشترك آداب 4 و5)، الرياضيات (الأولى باك آداب 3، 4 و5) المتعلقة بالامتحان الجهوي. من جهة أخرى لم يفت مصادر مختلفة من المؤسسة الإشارة إلى الوضعية السيئة التي تعرفها المرافق الصحية (المراحيض)، وإلى قاعة للمداومة كانت مخصصة للتلميذات الداخليات وأصبحت حجرة للتدريس يتناوب عليها العديد من الأساتذة جراء النقص الحاصل في عدد القاعات، وهو الأمر الذي وضع الداخليات في مواجهة مواقف محرجة جدا، وعند الإشارة للداخليات لم يفت ذات المصادر التطرق لمعاناة الداخليات مع الحالة المتردية التي توجد عليها الأسِرَّة، إضافة إلى انعدام عون للنظافة التي تتكلف بها الداخليات أنفسهن.