يعول المغرب الفاسي لكرة القدم على التسعين دقيقة المتبقية من عمر نهاية نهاية كأ س الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أمام النادي الإفريقي التونسي للإبقاء على هذه الكأس بالمغرب، وتكرار إنجاز فريق الفتح الرباطي في الموسم الماضي، عندما توج باللقب على حساب النادي الصفاقس التونسي. وبالتالي التأكيد على العودة القوية لكرة القدم الوطنية إلى الواجهة القارية. لاخيار أمام المغرب الفاسي في هذه المباراة المصيرية سوى المبادرة إلى الهجوم ومنذ البداية لرفع الضغط على النادي الإفريقي التونسي وإجبار لاعبيه على ارتكاب الأخطاء، ولاسيما في الخط الدفاعي. خيار لا يبدو مستحيلا أمام أشبال المدرب رشيد الطاوسي، الذين راكموا من التجربة والخبرة ما يكفي للظفر بأول ألقابهم في تاريخ مشاركاتهم القارية. ويدرك الكوموندو الفاسي حجم المسؤولية التي تنتظره في هذا الموعد الكبير، وبالتأكيد فإن المدرب رشيد الطاوسي قد قرأ جيدا أوراق الخصم التونسي، كيف لا وهو الذي أعلن قبل لقاء الذهاب برادس أن النادي الإفريقي بالنسبة إليه كتاب مفتوح، ويملك كل المفاتيح التقنية والتاكتيكية للفوز عليه. وهو الرهان الذي كان بإمكانه تحقيقيه في لقاء الذهاب لولا بعض التفاصيل الدقيقة التي أجلت الطموح إلى لقاء العودة، الذي سيديره السينغالي بادرا، البالغ من العمر 42 سنة، والذي تعد هذه المواجهة هي الأخيرة في مشواره التحكيمي. وسيكون مساعدا بمواطنيه سامبا حادجي وموسى دياخات وفال أوصمان كحكم رابع. وبادرت إدارة الفريق الفاسي إلى تحميس اللاعبين لبذل قصارى جهودهم في هذا اللقاء الحاسم، كما تمت مصالحة الجماهير المحلية مع المهاجم حمزة أبو رزوق، وهي الخطوة التي ستكون لها تداعيات إيجابية من الناحية النفسية على المجموعة الفاسية، التي ستتعزز باللاعب محمد علي بامعمر، بعد استجابة مدرب المنتخب الأولمبي بيم فيريبيك لطلب المغرب الفاسي بخصوص استعادة هذا اللاعب لدعم زملائه الذين سيكونون محرومين من خدمات المدافع الصلب، سمير الزكرومي، بعد البطاقة الحمراء التي تلقاها في لقاء الذهاب. كما يحتمل جدا أن يشارك في هذا اللقاء المهاجم العياطي، الذي تعافى من الإصابة التي غيبته عن فريقه عن لقاء الذهاب. ويسود تفاول كبير معسكر النمور الصفر، الملزمين بضرورة الحفاظ على عذرية شباكهم والتعامل بكثير من الحيطة والحذر مع مجريات هذه المباراة، التي تشكل فرصة لأصدقاء الحارس المتألق أنس الزنيتي من أجل رد الاعتبار لكرة القدم الوطنية، في ثاني نهاية لها أمام كرة القدم التونسية، بعد تعثر الوداد البيضاوي أمام النجم الساحلي التونسي في نهائي عصبة أبطال إفريقيا. ورغم هذا التفاؤل، فإن الحذر يبقى مطلوبا أمام خصم اعتاد على مثل هذه المباريات، ويملك ترسانة من اللاعبين المسلحين بهامش كبير من التجربة، وتحت قيادة مدرب يشهد له بالدهاء، خاصة وأنه يعد من أبرز المدربين الذين جادت بهم الساحة الكروية التونسية. وسيغيب عن النادي الإفريقي في هذا النزال القاري، نافع الجبالي، الذي أجريت له عملية يوم الخميس لإزالة الزائدة الدودية، فضلا عن أسامة الحدادي بسبب عقوبة الإيقاف. واعتبر مدرب النادي الإفريقي، فوزي البنزرتي، في ندوة صحافية قبل الإقلاع إلى فاس، أن فريقه تعود على التسجيل خارج ملعبه في تصفيات مسابقة كأس الاتحاد لافريقي لكرة القدم، وهو جاهز للحفاظ على امتياز الهدف الواحد المسجل بتونس، من أجل التتويج بلقب هذه المسابقة القارية. وأشار إلى أنه لن يلعب بطريقة دفاعية، بل سيبحث عن مفاجأة المغرب الفاسي، مع الاعتماد على الحذر عبر الدفاع بأكثر عدد من اللاعبين والمبادرة إلى الهجوم بأكثر عدد أيضا. وأشاد بفريق المغرب الفاسي، واصفا إياه بالفريق المتميز، بالنظر إلى ما يتوفر عليه من مؤهلات بشرية وكفاءة تقنية.