الديمقراطية النزاهة، احترام الاآخر وحقوقه ثقافة الحوار، المنافسة الشريفة، القبول بالاختلاف والإيمان بالتعددية، هي من ضمن العناوين الكبرى لقيم العصر، وهي إذ تعني المؤسسات، فهي تعني وتهم الأشخاص أيضا. هكذا تكون المنافسة في الانتخابات، بروح ديمقراطية، من قيم وأخلاق العصر الحديث، لكن ما نتابعه، ونلاحظه خلال هذه الحملة الانتخابية، يؤكدأن بعض الفاسدين من المرشحين لم يكتفوا بما اعتادوه من أساليب الفساد الدنيئة، والمعهودة فيهم، بل أضافوا إليها نوعا آخر أرذل وأشرس، يتمثل هذه المرة في تجنيد كتائب من بلطجية الانتخابات، يختار أغلبهم اعتمادا على قوته البدنية وعضلاته ومن ذوي السوابق في مجال الإجرام، عنيفون، شرسون ودمويون، مسلحون بالهراوات والأسلحة البيضاء، وعلى استعداد وأهبة للفتك والاعتداء على خصوم مرشحهم في انتظار إشارة من هذا الأخير. وبلطجية الاتنخابات لا علاقة لهم لا بحزب مرشحهم، ولا بالمرشح، هم مجرد مرتزقة يتبعون تعاليم صاحب المال، لذلك تحول العديد من امثال هؤلاء المرشحين المستندين على بلطجية الانتخابات، الى زعماء عصابات ينشرون وإياهم الرعب والعنف ويمارسون الاعتداءات الإجرامية. الانتخابات فرصة لانتقاء النخبا لمنخرطة في قيم العصر، لان الديمقراطية مثلما السياسة اخلاق، اما امثال هؤلاء المرشحين فقد ذهبتا خلاقهم، فيلذهبوا وليرحلوا.