نظم متقاعدو الجيش بميدلت وقفتين احتجاجيتين في الساحة المقابلة للمركز الثقافي وسط المدينة، وإلى جانبهم أطفالهم، وعدد من ذوي حقوق وأرامل الشهداء منهم، وذلك في سبيل إثارة انتباه الجهات المسؤولة لوضعيتهم المزرية، والتعبير عن حسرتهم إزاء تنكر المسؤولين لخدماتهم النبيلة، وكل شهادات هؤلاء المحتجين تدل على «واقع الوضعية التي يتخبطون فيها، وقد أفنوا زهرة عمرهم في خدمة الوطن الذي يعتزون بالانتماء إليه والموت في سبيله، وبينهم من قضى سنوات طويلة في الخدمة بالصحراء المغربية»، ليجدوا أنفسهم اليوم، بعد إحالتهم على التقاعد، شبه عرضة للنسيان رغم النداءات والشكاوى المقدمة من جانبهم للجهات المسؤولة. المحتجون رددوا سلسلة من الشعارات الغاضبة التي عكست مطالبهم العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها المطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والصحية والمعيشية، إذ سواء الأحياء منهم أو أرامل المتوفين منهم، يعانون من ظروف الهشاشة الاجتماعية نتيجة هزالة ما يتقاضونه نهاية كل شهر من معاشات لا تساير المتطلبات اليومية والحاجيات الأسرية، وأكدوا أن ما يتقاضونه من دريهمات «لا يكفي حتى لتكاليف العيش، بالأحرى مصاريف الدواء والكراء واللباس والأبناء وفاتورات الماء والكهرباء» في ظروف قاسية عنوانها ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية. المحتجون طالبوا بالرفع من قيمة راتب التقاعد والمعاش على غرار باقي متقاعدي القطاعات الأخرى، كما طالبوا بتسهيل ولوجهم للسكن الاجتماعي والخدمات الطبية، مع الاستفادة من زيادة 600 درهم التي أعلنت عنها الحكومة مؤخرا لفائدة القطاع العمومي، والتعويض عن الغياب المؤقت والتنقلات العسكرية بالأقاليم الجنوبية، إضافة إلى فتح تحقيق جدي ومسؤول في شأن ميزانية مؤسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين ما دامت قد أغفلت، في رأيهم، مجموعة من الفئات المتضررة منهم، وأن دعمها لا يحقق العدالة والإنصاف في صفوف الجنود المتقاعدين، وبالتالي طالب المحتجون بتحسين معاملة المتقاعدين العسكريين بالمستشفيات العسكرية والعمومية، وإعادة النظر في القوانين المتعلقة بالتعويض عن العجز، بينما شددوا على ضرورة تسوية ملفات المرض من طرف التعاضدية.