تنظم الجمعية المغربية للأمراض العصبية والفيدرالية العالمية لطب الاعصاب، المؤتمر الدولي العشرين لطب الاعصاب والعلوم العصبية بمراكش ما بين 12 و17 نونبر بقصر المؤتمرات. هذا الحدث الدولي الهام لم يكن من اليسير تنظيمه بالمغرب بعد منافسة شرسة بينه وبين جنوب افريقيا التي كانت جل الدول تراهن عليها لتنظيمه خلال تقديم الترشيحات سنة 2008، ليفوز المغرب بشرف تنظيمه لهذه السنة كأول دولة إفريقية وعربية ومتوسطية تحظى بهذا التنظيم. هذا الترشيح الذي يقول البروفيسور مصطفى علوي فارس خلال ندوة صحفية عقدت الاسبوع الماضي بالبيضاء، كان مبادرة من الجمعية المغربية للأمراض العصبية دون أية مساندة رسمية، والتي أخذت على عاتقها توفير جميع الوسائل اللوجيستية والمادية ليمر المؤتمر بالشكل الذي ترتضيه الفيدرالية، إذ تم القيام بزيارات لمجموعة من المدن العالمية للوقوف على تجاربها، وتنظيم دورات تكوينية للأطباء الاختصاصيين في المجال والذين هم في إطار التكوين، في اللغة الانجليزية، لأن الجمعية أخذت على عاتقها، وفي تجربة هي الاولى من نوعها، مهمة جعل اللغة الانجليزية اللغة الرسمية للمهرجان بالنظر الى أن الوفود المشاركة جلها يتحدث الانجليزية. خلال الندوة استعرض الدكتور شفيق هشام نائب رئيس المؤتمر ورقة تقنية عن المؤتمر الذي سيضم 3000 مشارك، وهو عدد يطرح إشكالات مادية على الجمعية التي لم تتلق أية مساعدة من المؤسسات الحكومية وأولها وزارة الصحة، بل تعمل بتنسيق، منذ سنتين ونصف، مع الفيدرالية العالمية لطب الاعصاب( 60 %) وبعض المختبرات العالمية(600.000 أورو)، من حيث التمويل وتحمل تكاليف بعض الوفود، وفي هذا الاطار ستتحمل الجمعية تكاليف الاطباء السوريين نظرا للوضع المتوتر بسوريا، بالإضافة الى الاطباء الفلسطينيين والتونسيين وأطباء إفريقيا جنوب الصحراء. وفي سؤال لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» حول حادث أركانة ومدى تأثيره على فعاليات المؤتمر، خصوصا أنه ينعقد بمراكش، رد البروفيسور علوي فارس أن هذا الهاجس أثير في حينه من طرف الفيدرالية العالمية لطب الاعصاب بالإضافة الى عوامل أخرى مثل الربيع العربي والوضع العام بالدول المغاربية المجاورة، إلا أن ثقة الفيدرالية في المغرب وفي تجربته الديمقراطية وكيفية إدارته للمطالب الاجتماعية والسياسية به، بالإضافة الى تجربة المغرب في مجال تنظيم المؤتمرات، بددت كل تلك المخاوف. ليضيف الدكتور شفيق بان التنسيق مع الجهات الامنية بمراكش انطلق منذ ما يقارب السنة عبر لقاءات مع الوالي، إدارة الجمارك، المطارات، الصحة... لضمان نجاح المؤتمر وتطويق أي مشكل طارئ. المؤتمر سيناقش آخر الاكتشافات العلمية في المجال وخصوصا أمراض أورام الجهاز العصبي، علم الوراثة العصبية،، مرض باركنسون، الزهايمر، السكتة الدماغية، كما سيتم خلاله تنظيم 40 حصة تكوينية وأوراش تطبيقية في إطار التكوين المستمر لفائدة اطباء الامراض العصبية، بالإضافة الى إجراء مسابقة دولية في المعارف حول العلوم العصبية بين فرق من الدول المشاركة سيتلقى خلالها الفريق جائزة المؤتمر، وهو ما يمنح للأطباء المغاربة، فرصة الوقوف عن كثب على مستجدات الميدان وطرح خصوصياته في المغرب، وبحث فرص تعاون أكثر مع الفيدرالية دون أن نغفل تأثيرات هذا التنظيم على تسويق صورة المغرب دوليا وعائدات هذا التنظيم على السياحة المغربية.