تحولت أشغال الجمع العام لتنسيقية الدارالبيضاء لحركة 20 فبراير المنعقد، مساء أول أمس الأربعاء إلى جلسة لمحاكمة المرأة العشرينية ( شابات ونساء )، ولإطلاق التهديدات الملوحة بالتصعيد وفسح المجال ل « الشعب « ليردد الشعارات التي يراها مناسبة خلال المسيرات التي تدعو لها الحركة في شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية. « لن تمثلني وحدة عريانة « هو الجواب/الموقف الذي تردد على أكثر من لسان ل»مناضلين « من تيارات «ديمقراطية» محافظة أو عدمية، احتجاجا أو ربما قمعا لرغبة عدد من الشابات، لما طالبن بتمكينهن من حقهن في النضال داخل حركة 20 فبراير، واللائي انتقدن استهداف بعضهن خلال مسيرة البرنوصي عندما حاولن بشكل عفوي وفق ما تم الاتفاق عليه سلفا، الصعود إلى « الهوندات « إلى جانب « إخوانهم « العشرينيين لإسماع صوت المرأة المغربية التواقة إلى الحرية والكرامة والعدالة، فتمت مواجهتهن بالرفض بل وبالعنف، وكانت صدمة إحداهن عظيمة لما قيل لها « سيري تحجبي عاد آجي»، وفق ما تم التصريح به خلال الجمع العام المذكور ؟ 20 فبراير التي حاربت بعض مكوناتها المحسوبة على «النواة الصلبة» في البداية، تنظيمات تقدمية داخل الحركة محاولة إقصائها وخلق صراع هامشي بينها وبين بعض اليافعين والشباب المسيسين وغير المنتمين من المستقلين، أدارت اليوم رماحها وسهامها صوب شابات من الحركة لقمع صوتهن، وهو ما دفع الرفيقة تافنوت لأن تصرخ عاليا « نحن مناضلات ولسنا عورات»، وانطلقن في احتجاجهن ضد تحويلهن إلى أكسسوارات للتأثيث ومجرد أدوات، أو محاولة إخضاعهن لهواجس نفسية مريضة وميولات لبعض من تكالبوا على الحركة وادعوا بأنهم بدورهم أناس ديمقراطيون، وهو ما جعل إشراق تنتفض قائلة « ليس المهم أن يعجبك شكلي أو مظهري، فما يجمعني بك هو 20 فبراير وأرضيتها التأسيسية والمطالب التي نناضل من أجلها وليس شيئا آخر». ليلى، إشراق، فتيحة، فاطمة، زهيرة، رحاب، سارة، هدى ... وأخريات، شابات مغربيات يؤمن بالحرية، بفكرهن واعتقادهن وممارستهن والأكثر من ذلك نضالهن، رفضن محاكم التفتيش قبل الاصطفاف إلى جانب أشقائهن داخل حركة 20 فبراير، ويرفضنها اليوم ولا يمكن أن يقبلن بها، هن يحترمن أسرهن بالأساس، آباءهن و أمهاتهن، إخوتهن، جيرانهن، أصدقاءهن ومعارفهن، ولم ينتظرن يوما أن يخاطبهن أحد، رغم الاحترام للجميع، بأن يدعوهن إلى احترام هوية المواطنين وخصوصية الأحياء الشعبية التي هي ليست كخصوصية مواطني وسط المدينة !! المرأة المغربية ظلت على مر العقود ترفض الذل والمهانة، وتناضل من أجل تحقيق الكرامة. وفي الوقت الذي يتحرك المجتمع النسائي ككل للمطالبة بإقرار المناصفة وتمتيع المرأة المغربية من مختلف الأعمار والشرائح بكامل حقوقها، يتم جرّ مناضلي تنسيقية الدارالبيضاء لحركة 20 فبراير إلى نقاش بيزنطي عقيم، يتساءل بشأنه المرء هل يخدم فعلا أصحابه الذين استعرضوا عضلاتهم على من قال في حقهن الرسول الأعظم محمد ( ص ) « رفقا بالقوارير « وهو لا يعني بذلك أي تنقيص من المرأة، لكن يستحضر بالضرورة مشاعرهن وأحاسيسهن ؟ أم يخدم جهات معينة ؟ أم أن الأمر فعلا لا يعدو أن يكون إحدى مراحل السرعة التي تم تغييرها داخل الحركة نحو سرعة أكبر، وما يؤكد هذا الطرح هو إقدام أحد المسؤولين بجماعة «العدل والإحسان» على تقديم مقترح/قرار بوقف جلب «الهوندات» للمشاكل المادية والمعنوية التي نوقشت خلال الجمع العام، ومنها انتقاد الشعارات التي يتم ترديدها دون أن يكون هناك اتفاق حولها والتي تتجاوز سقف مطالب أرضية حركة 20 فبراير، وترك المجال ل «الشعب « الذي يشارك في المسيرات التي تدعو لها الحركة، ليردد ما يروق له من شعارات قد تتجاوز بكثير ما تردده الحركة لحد الساعة، والتي يتجاوب معها مجبرا احتراما لمن يقفون على «الهوندات منذ 8 أشهر فقط ؟! الديمقراطية هي أكبر من مجرد شعار، والمرأة المغربية أكبر من أن تمتهن كرامتها أو تستباح حرمتها لتقام لها محاكم للتفتيش، وتهدد لفظيا وماديا. المرأة المغربية ظلت على الدوام مناضلة في البيت، والمدرسة والعمل، أنجبت وربت وكونت أجيالا، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال ان تتحول بداية العشرية الثانية من الألفية الثالثة إلى زمن ارتدادي، في أوج الثورات العربية السائرة إلى الأمام، والتي تلعب فيها المرأة بشكل عام دورا محوريا.