الحدث الذي أرخى سدوله على مباراة الرجاء البيضاوي ضد شباب الحسيمة لحساب الجولة الرابعة من الدوري الاحترافي هو وفاة اللاعب زكرياء الزوالي، ذلك أن روح هذا المدافع كانت حاضرة طيلة المباراة، وخصوصاً قبل انطلاق اللقاء، حيث انخرط جميع الحاضرين من جمهور ومسيرين ولاعبين ورجال الاعلام في تأبين الزروالي، وقد أضفى حضور أخويه مسحة مأساوية على الأجواء التي سبقت صافرة انطلاق اللقاء الذي قاده الحكم هشام التيازي. عدد الجماهير الذي تابع المباراة تجاوز ثلاثين ألف متفرج، وقد حج الجمهور الرجاوي بشكل تلقائي، خصوصاً عندما صرح المسؤولون بأن ريع هذه المباراة سيخصص لفائدة عائلة المرحوم زكرياء الزوالي. وبعودتنا إلى أطوار اللقاء، فإن الرتابة ميزت شوطه الأول، حيث استعصى على العناصر الرجاوية اختراق الجدار «الإسمنتي» لدفاع الزوار، سيما وأن النهج التكتيكي للمدرب حمادي حميدوش كان يتأسس على خطة (1/5/4)، وهو أسلوب دفاعي يتوخى منه الفريق الريفي تفادي الهزيمة. في المقابل، لعب المدرب الجديد للرجاء بيرنارد مارشان بشاكلة (3/3/4)، وهذا النهج الهجومي، لم يعط أكله أمام الدفاع المتراص للفريق الزائر، هذا الأخير كاد أن يزور شباك الحارس الجرموني في مناسبتين سانحتين للتهديف، خصوصاً تلك الفرصة التي أهدرها المهاجم الافريقي أرفود ببشاعة وأمام شباك فارغة. خلال الجولة الثانية، تحركت العناصر الرجاوية، خصوصاً بعد التغيير التكتيكي لمدرب مارشان، الذي استبدل الصالحي بالمهاجم إيسوفو، ولاعب الوسط بايلا باللاعب الصواري، الأمر الذي دفع بالمجموعة الرجاوية إلى النزول بكل ثقلها، واستطاعت أن تصنع عدداً من الفرص السانحة للتهديف، لكن سوء الطالع، ويقظة الحارس خالد العسكري وعدم التركيز والضغط النفسي... عوامل فوتت على الرجاويين صنع أول فوز في أول دوري احترافي. عجز فريق الرجاء عن كسب الرهان خلال مواجهته لشباب الريف الحسيمي مؤشر على أن الأزمة داخل البيت الأخضر ستزداد استفحالا، وأن تجاوز المرحلة أمر صعب، ما يعني بأن التهييء النفسي أضحى يفرض نفسه بقوة، في هذه الظروف التي يمر منها الفريق. الجمهور كان في الموعد، قدم الدعم والمساندة الكافيتين، لكنه خرج مستاء ليس فقط من النتيجة، ولكن من العرض الباهت، حيث استقبل وابلا من السب والشتم، وهذا سلوك معتاد عند جماهير الرجاء التي تعبر عن سخطها بأسلوبها كلما تعطلت الآلة الرجاوية، فإلى متى ستظل أزمة النتائج مستفحلة داخل فريق الرجاء، سيما وأن رصيده من النقط لا يتجاوز ثلاث جمعها من ثلاثة تعادلات وهزيمة، وهي حصيلة غير مشرفة، ولا تليق بفريق من حجم الرجاء. مقابل الشوط الثاني، الذي أنقذ المباراة من الرتابة، كان الشوط الأول شبيها بحصة تدريبية لإزالة العياء، بحيث لم تكن هناك ندية في اللعب، وكان الإيقاع ثقيلا، وهناك من فسر ذلك بطول فترة الاستراحة، والتي أثرت على لياقة اللاعبين. تصريح جمال السلامي مدرب فريق الفتح الرياضي لقد توقعت بأن المباراة لن تكون سهلة نظرا لقوة فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي يؤطره بشكل جيد المدرب جواد، والذي خلق لنا بعض المتاعب، يضاف إلى ذلك توقف البطولة، وكون مجموعة من اللاعبين يعودون بعد غياب طويل (البحري مامادو، بوخريص وأسامة غريب)، إضافة إلى مجموعة من الإكراهات. فرغم الارتياح للنتيجة والمجموعة إلا أنه لابد من المزيد من الاشتغال لكي يتحسن إيقاع اللعب.