تتواصل فعاليات المهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة في دورته التاسعة حيث شهد اليوم الثاني مجموعة أنشطة توازي دينامية اللقاءات التواصلية بين مختلف الفاعلين والمهتمين بالشأن الفني. فنانون، منتجون، مخرجون ونقاد على موعد مع مشوار تفاعلي يؤثث لحركية الفيلم القصير وتعقيدات اللغة السينمائية في التعامل مع جنس الأفلام هاته. صبيحة يوم الأربعاء كان جمهور طنجة على موعد مع ندوة لمناقشة أفلام المسابقة الرسمية التي تم عرضها مساء الثلاثاء حيث كان الحضور مكثفا وحضور مخرجي هذه الأفلام زاد من حرارة النقاش. الندوة كانت من تنشيط عامر الشرقي الناقد السينمائي و الكاتب العام للجمعية المغربية للدراسات السينمائية AMEC . مجمل التدخلات انصبت حول مواضيع الأفلام والتقنية الموظفة إضافة إلى عمق الخطاب السينمائي وأثره على نفسية المتلقي. راهنية الأحداث ودلالة الصورة وتركيبة الشخصيات كلها عوامل شكلت من خلالها مادة دسمة لنقاش بين مهتمي ومهنيي الفن السابع. مساء نفس اليوم، شهدت قاعة روكسي عرض أفلام في إطار المسابقة الرسمية حيث تم عرض الفيلم اللبناني « 2 » لمخرجه ايلي كمال، حيث يحكي عن أم من الطبقة العاملة تمضي يومها المضني في العمل إلا أن حادثة مفاجأة في أحد أيام الصيف الحارة جعلتها تطاردها حتى في نومها ليبقى التشويق سيد الموقف. المغرب كان حاضرا بفيلم «مختار» لمخرجته حليمة الودغيري التي قدمت الطفل الموهبة للجمهور والذي لعب بطولة الفيلم حيث أتقن دور راعي الغنم بضواحي الصويرة و في وسط قروي بامتياز تتجدر فيه التقاليد و التزام أهله ببعض الخرافات و التي صنفتها المخرجة في طائر البومة كأنه مبعث سئم للعائلة. عاطفة الطفل الراعي ستتوحد عندما عثر على بومة صغيرة أسفل شجرة ليحملها لمنزل العائلة قصد رعايته خوفا على ضياعه. هذا العمل عقد من علاقة الأب بابنه ليعمل على عزله بمكان مهجور رفقة الطائر الخرافة مخافة غضب أولياء البيت في مخيال الأب... أفلام أخرى شكلت تركيبة حصة المسابقة الرسمية من سوريا، كرواتيا، الجزائر، تونس، تركيا، صربيا، فرنسا، اسبانيا واليونان. مساء نفس اليوم و دوما في الموعد، بانوراما الأفلام المغربية ترحل بجمهور طنجة إلى فضاءات عميقة حيث السينما في بعدها الجمالي تداعب أحاسيس العشق والحب و الخطاب السامي من منارة المتوسطي طنجة البوغاز.