تختتم، مساء اليوم السبت، بمدينة طنجة، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير، المنظم من قبل المركز السينمائي المغربي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. أعضاء لجنة تحكيم المهرجان (العاقل) وسيلقي الممثل المصري عزت العلايلي، صباح اليوم بأحد أفخم فنادق عاصمة البوغاز، درسا في التمثيل ينتظر أن يعرف مشاركة العديد من الممثلين المغاربة إلى جانب طلبة مدارس التكوين السينمائي في المملكة. وعرفت هذه الدورة عرض 53 فيلما قصيرا من 19 دولة متوسطية، ناقشت العديد من القضايا الراهنة، التي تعيشها منطقة البحر الأبيض المتوسط، من قبيل الهجرة، والزواج، والبطالة، والفلسفة المستمدة من تاريخ بلدان الحوض المتوسطي، فضلا عن مواضيع مقتبسة من عدد من المدارس السينمائية، التي تؤكد مدى غنى السينما في دول المنطقة. وأشار السينمائي المصري أسامة عشم صالح، مخرج فيلم "الدنيا لما تهزر"، المشارك في المسابقة الرسمية، ل"المغربية"، إلى أن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية قوية وتبرز مدى غنى المدارس السينمائية في المنطقة، خاصة في ظل التطور الحالي للفيلم القصير في العالم، مؤكدا أن هناك تشابها بين تيمات هذه الأفلام لأنها تناقش واقع المنطقة المتوسطية، التي لها مجموعة من التقاطعات على مجموعة من المستويات. عن رأيه في الأفلام المغربية المشاركة في المسابقة الرسمية، أكد المخرج المصري أنها قوية جدا، كما أنها وظفت مجموعة من المعطيات التقنية والفنية في عدد من مشاهدها، وهذا ما يعكس العالمية، التي وصلت إليها السينما المغربية، مضيفا أن اختيار مواضيع قوية ومعالجتها في أفلام قصيرة، يبرز أهمية هذا النوع السينمائي في المنظومة الفنية في المغرب. إلى ذلك، قال المخرج المغربي، يونس الركاب، المشارك في المسابقة الرسمية بفيلمه "المنحوتة"، ل"المغربية"، إن المواضيع المناقشة في المهرجان تبرز مدى تفاعل السينمائيين مع الأعمال القصيرة، باعتبارها مرحلة مهمة في المنظمة الفنية الوطنية خاصة والمتوسطية بشكل عام، مؤكدا أن المهرجان المتوسطي للفيلم القصير المتوسطي بات مرجعا رئيسيا لدعم القدرات الإبداعية الوطنية. ولم يخف الفنان المغربي رغبته في ضرورة إيلاء أهمية قصوى للأفلام القصيرة من قبل كافة المتدخلين في الشأن الفني، بهدف إيصاله لأكبر فئة من الجمهور. من جهته، قال الصحافي المصري مصطفى حمدي (أخبار اليوم المصرية)، ل "المغربية"، إن المهرجان مناسبة لطرح أفكار سينمائية مختلفة، تعبر عن تنوع في المدارس السينمائية، في مجال الفيلم القصير، خاصة الأفلام العربية، التي تشهد تطورا كبيرا، كما أن مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي يساهم في ازدهار الحركة السينمائية في المغرب والوطن العربي. وكانت الأفلام المشاركة عرفت نقاشا حادا من قبل عدد من النقاد، نظرا لطبيعة مواضيعها إلى جانب الأفكار التقنية، التي جرى توظيفها في عدد من الأعمال، وهو ما دفع بالعديد من النقاد إلى انتقاد طريقة الأداء لبعض الفنانين، منوهين، في الآن ذاته، بعمل الفرق التقنية. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان المتوسطي للفيلم القصير سيتوج هذه الليلة 3 أعمال بجوائزه الثلاث، في الوقت الذي طالب فيه عدد من السينمائيين بضرورة الرفع من عدد الجوائز نظرا لحجم الأعمال المشاركة، ومنح غير المتوجين شهادات المشاركة، باعتباره واحدا من المهرجانات الدولية.