اعتبر فتح الله ولعلو عمدة الرباط أن الاهتمام بالموروث التاريخي ليس بالمرة اهتماما بالماضي وفقط، أو مجرد مقاربة ماضوية وسكونية، فهو اهتمام بالمستقبل ومن أجل المستقبل في إطار مقاربة دينامكية أولا لمعرفة الذات والهوية والماضي العريق لبلادنا والحضارات المتعاقبة، وتراكماتها على جميع الأصعدة، لكن «معرفة هذا التاريخ هي بالأساس معرفة من أجل فهم الحاضر وإمكانياته من أجل توسع مجالاتها خدمة لقضايا التنمية المستدامة والتطور والتقدم المستقبلي. «وأضاف ولعلو الذي كان يتحدث في افتتاح منتديات العاصمة المنظمة من طرف مجلس مدينة الرباط ،وبدعم من المنتدى الحضري المغربي والوكالة الأمريكية للتنمية، مساء أول أمس بفضاء المكتبة الوطنية بالرباط، أضاف أن حماية الموروث التاريخي والمقتسم للعاصمة، هي بمثابة تقوية لوظائف المدينة، باعتبار أن لها وظيفة سياسية وإدارية المطلوب ترسيخها، كما أن لها وظائف حديثة تتمثل في أنها مدينة للثقافة والبيئة بارتباط وثيق مع التاريخ، وكل ذلك من أجل تحسين أوضاع الساكنة وخلق شروط التنمية المستدامة. وأكد ولعلو في هذا المنتدى الذي اختار المنظمون أن يخصص «للتراث المعماري للرباط: رهانات التثمين»، بعد استعراضه لتعدد وتنوع موروث المدينة المقتسم والذي له بصمات الأجنبي، على أن مشروع أبي رقراق جاء ليخلق نوعا من المصالحة بين الجغرافية والتاريخ لموقع الرباط وسلا، مبرزا أن المسؤولين في مرحلة معينة قد أداروا ظهرهم عن البحر والنهر اللذين كان لهما فضل كبير في تنمية العلاقات التجارية والسياسية في التاريخ بهذا الموقع. واعتبرت أرضية هذا المنتدى، أن المغرب يتوفر على موروث عمراني ثقافي غني، يعاني في مجمله من الإهمال، بالرغم من الجهود المبذولة لحمايته، بل أصبح في الغالب، مهددا وأخذ طريقه نحو الاندثار، لهذا يتعين على وجه الاستعجال اتخاذ تدابير صارمة تروم ليس حماية هذا الموروث فحسب، وإنما تثمينه أيضا وجعله رافعة للتنمية. كما أن الحفاظ على جزء كبير من الموروث المعماري للرباط وانتقاله إلينا في حالة لا بأس بها، وإن لم يثمن بالشكل الكافي، يعود فيه الفضل إلى الآليات المؤسساتية التي تم إحداثها في عهد الحماية، بالرغم من أوجه القصور التي تميزها، وينطبق هذا الأمر على الأسوار والأبواب التاريخية وجامع حسان، والتي تقدم جميعها، وبالنظر إلى حجمها وأبعادها الضخمة، مجموعة متميزة من المآثر التي تم إبراز قيمتها بكيفية رائعة بفضل التخطيط الحضري الذي يحمل بصمة «هنري بروست». إن الطموح الوطني إلى تمكين المغرب من عاصمة ذات إشعاع دولي، والرغبة في إدراج موروثها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، يشكلان، في الوقت الحالي، حافزا قويا لتنفيذ سياسة هدفها حماية وتثمين التراث الحضري والمعماري لمدينة الرباط. ويذكر أن مجلس الرباط يضم سلسلة من المنتديات التواصلية الشهرية، يروم من خلالها تحسين الحكامة المحلية والإشراك المتزايد لساكنة الرباط عموما والشباب والنساء على وجه الخصوص في تدبير شؤون مدينتهم.