لم يكن أحد رجال القوات المساعدة - (التدخل السريع)، يعلم أنه، وهو يهوي بهراوته على رأس أحد المتتبعين لمباراة الجيش الملكي ضد فريق الرجاء الرياضي - أنه يعتدي على رجل أمن . الهراوة أحدثت جرحا غائرا في رأس رجل الأمن، وجعلت دماءه تسيل بشكل أثار الفزع في صفوف الكبار، والصغار الذين كانوا بالمدرجات القريبة من منصة الصحافة. وبالرغم من الدماء، أمسك رجل الأمن بتلابيب رجل القوات المساعدة، الذي كان يريد التغطية على فعلته باقتياد المعتدى عليه خارج المركب صحبة بعض زملائه، وربما إتمام التنكيل، لكن المفاجأة كانت عندما أصبح رجل القوات المساعدة محاطا بمجموعة من رجال الأمن، الذين هالهم منظر الدماء التي كانت تغطي زميلهم، وهنا بدا رجل القوات المساعدة يحاول الفرار إلا أنه فشل في ذلك وتمت مطالبته ببطاقة هويته، كما تم إخبار مركز الديمومة، وتم نقل رجل الأمن المصاب إلى المستشفى، بعد حضور سيارة الإسعاف، لأنه في أكثر من لحظة بدأ يفقد توازنه. هذا الحادث اللا رياضي، واللا إنساني، يعكس بجلاء العنف الذي يمارس على المتفرجين داخل مدرجات الملاعب من طرف بعض من أوكل إليهم أمر حماية الأمن. كما أن الحادث يجعلنا نتساءل عن مصير المعتدى عليه لو لم يكن من رجال الأمن «كانت غادي تمشي على عينو اضبابة»، وربما يحرر له محضر فيه الكثير من المغالطات. الحادث عليه أن يفتح أعين المسؤولين الأمنيين على سلوكات بعض المحسوبين عليهم، لأن مثل هذه الحركات العنيفة وغير المبررة يمكن أن تكون شرارة لأحداث قد تحصد الأخضر واليابس، ويمكن أن تحول المدرجات إلى ساحة لأشياء أخرى غير تلك التي وجدت من أجلها، وقد شاهد من حضر الاعتداء، كيف أن العديد من المتفرجين تركوا المدرجات وآزروا المصاب، بل أعلنوا استعدادهم ليكونوا شهودا على سلوك رجل القوات المساعدة، الذي بيده السريعة يمكن أن يصيب مواطنا بعاهة مستدامة، كما يمكن أن تزهق روحا إذا كان الضحية طفلا صغيرا وما أكثرهم بمدرجات ملاعبنا الكروية.