لم يكن مراد فلاح الودادي السابق واللاعب الحالي لفريق الجيش الملكي، يعتقد أنه سيسرق الأضواء خلال مباراة فريقه السابق الوداد وحسنية أكادير أول أمس الأحد بالمركب الرياضي محمد الخامس. جاء فلاح ليشجع زملاءه، وليغسل ماتبقى في دواخله من أثار لهزيمة فريقه العسكري أمام الدفاع الجديدي بهدف لصفر، غير أنه سيدخل في خلاف مع أحد رجال السيمي، سيجعله في بؤرة الاهتمام. كان رجال فرقة التدخل السريع يحاولون إفراغ المنصة الشرفية مما تبقى من جمهور بعد نهاية المقابلة، غير أن فلاح أصر على البقاء، وأشهر في وجه رجل السيمي صفته كلاعب سابق لفريق الوداد، ولاعب حالي لفريق الجيش الملكي الذي يترأسه الجنرال حسني بنسليمان، جاء ليساند زملاءه السابقين. تطور الخلاف إلى تعنيف، فأرغى فلاح وأزبد، ملوحا بهاتفه النقال ومهددا بالاتصال بالجنرال، ليؤدب من نغص عليه متعة المشاهدة. كانت تهديدات فلاح كافية، لجعل المسؤولين الأمنيين بمركب محمد الخامس في حالة تأهب قصوى، فبدل أن يواصلوا عملية تتبع مغادرة الجمهور للمركب، أصبح همهم الوحيد إرضاء فلاح وطلب المعذرة منه، وهو الذي يمارس ضمن فريق يترأسه الجنرال. أقسم فلاح أنه لن يطوي الملف مالم يأتوا برجل الأمن الذي طلب منه مغادرة المنصة، لذلك لم يجدوا أمامهم من بد، غير إحضار جميع رجال السيمي الذين كانوا يعملون بالمنصة الشرفية ليتعرف فلاح على هوية من يعتقد أنه عنفه، ولمكر الصدف فإنهم ينتمون إلى ثكنة الرباط، معقل الجنرال بنسليمان. غادر فلاح الملعب مزهوا بنصر خادع، بعد أن تلقى اعتذارا من طرف المسؤولين الأمنيين، وبعد أن تعرض لوابل من البوسان «في الرأس والكتف والوجه والحناك والجبهة» على حد قول شاهد عيان. ليس فلاح أول لاعب يدخل في خلاف مع رجال السيمي فقد سبقه لذلك زميله الحارس طارق الجرموني في نفس المكان، ونورالدين القاسمي، وهم جميعا يمارسون بالجيش الملكي. فهل يتوفر لاعبو الجيش على حصانة تمنعهم من المحاسبة، فقط لأنهم ينتمون للفريق العسكري الذي يترأسه الجنرال بنسليمان. تعالوا، نقلب صورة ماحدث للاعب فلاح، فلو كان المعني بالاعتداء اسما آخر لاينتمي للفريق العسكري، هل كان سيغادر الملعب وهو يرفع شارة النصر، لكنها سلطة الجنرال التي تكمم الأفواه، وتحول المعتدي إلى معتدى عليه.