تزخر مدينة القنيطرة بكثير من المعالم التاريخية تشكل إرثا حضاريا لساكنة المدينة وكافة الشعب المغربي،ونذكر على سبيل المثال القنطرة التي سميت باسمها مدينة القنيطرة والتي دمرها الاستعمار الغاشم سنة 1928 لفسح المجال لإطلاق اسم بور ليوطي على القنيطرة. ونذكر كذلك القصبة المخزنية التي حاول الاستعمار طمسها بهدم جزء منها وإقامة مكاتب مرتبطة بالميناء ،والزاوية التيجانية التي انطلقت منها كل المظاهرات المنددة بالوجود الاستعماري في الثلاثينات من القرن الماضي.وكذلك المسجد العتيق ثم ساحة الشهداء الشامخة التي ترمز إلى انتفاضات ساكنة القنيطرة أيام 7-8-9 غشت 1954....الخ . ومن بين هذه المعالم التاريخية التي تنوي رئاسة الجماعة الحضرية محو آثارها اليوم ??دار الحليب?? والتي ترمز إلى المحن والشدائد التي عانى منها الشعب المغربي تحت نير الاستعمار؛إذ تم تسخير خيرات المغرب لفائدة المجهود الحربي لفرنسا الاستعمارية)ح ع 2( على حساب الحاجيات الأساسية للشعب المغربي ،مما تسبب في مجاعات رهيبة وأصبحت المواد الغذائية الأساسية توزع بواسطة بطائق التموين??البون?? في دار الحليب. وكان لنزول القوات الأمريكية في السواحل المغربية دور في التخفيف من هذه المجاعات،إذ أصبح بإمكان ساكنة القنيطرة تناول وجبات من الحليب المجفف في دار الحليب، ولازالت الذاكرة الشعبية بالقنيطرة تحتفظ من المآسي التي رافقت طوابير انتظار الجياع لتلك الوجبات،فأصبحت دار الحليب رمز لتاريخ ولنضال المدينة، وقد تحولت لاحقا إلى مرفق اجتماعي إذ أقيمت بها مدرسة للتعليم الأولي تخرج منها أفواج من التلاميذ. ونظرا لما يمثله هذا الصرح الحضاري من أهمية في الذاكرة الجماعية للمدينة والإقليم ،فدار الحليب لا تمثل حيزا جغرافيا فقط بل أيضا حيزا تاريخيا ارتبط أيضا بمرحلة تاريخية مهمة تمثلت في المجاعة التي ضربت المغرب في هذه الحقبة التاريخية عام البون ؛ونظرا لهذه الاعتبارات فلا يحق لأحد مهما كانت مرتبته الإدارية أن يقوم بتدمير دار الحليب والإجهاز عليها تحت أية ذريعة كانت. ونتوجه بنداء حار إلى كل الغيورين في هذه المدينة للتصدي لمحاولة الإجهاز على هذا الأثر التاريخي كل من موقعه ،والعمل بالمقابل على الحفاظ على ما تبقى من ثراتها الثقافي والتاريخي.