جرت بعد ظهر يوم الخميس بالدارالبيضاء، مراسم تشييع جثمان اللاعب الدولي المغربي السابق عبد الرحمان بلمحجوب ، الذي انتقل إلى عفو الله يوم الأربعاء الماضي عن سن يناهز82 سنة بعد معاناته مع المرض لمدة طويلة. وبعد صلاتي الظهر والجنازة, نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الرحمة بالدارالبيضاء , حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب بحضور رئيس الجامعة وأعضاء من مكتب الجامعة وأعضاء اللجنة الوطنية الأولمبية وعصبة الدارالبيضاء الكبرى وممثلي عدد من الأندية المغربية لكرة القدم والعديد من الفعاليات الرياضية والفكرية والثقافية وأصدقاء وأقارب الفقيد. وكان الفقيد قد بدأ مساره الكروي مع فريق الاتحاد الرياضي ، ثم غادر المغرب متوجها إلى فرنسا للانضمام إلى صفوف نادي راسينغ باريس, وبعد ذلك نيس ثم مونبوليي. وفاز بمعية فريق نيس بكأس فرنسا سنة 1953 ضد فريق أولمبيك مرسيليا. وكان الأداء الكروي المتميز للفقيد في البطولة الفرنسية قد نال إعجاب المسؤولين عن المنتخب الفرنسي, فاستدعوه للدفاع عن القميص الفرنسي ليصبح بذلك ثاني لاعب مغربي يحمل القميص الأزرق بعد العربي بنمبارك. وتألق اللاعب الأسطورة مع المنتخب الفرنسي خلال مواجهة منتخب فرنسا لنظيره الإسباني سنة 1954 بالمونديال السويسري, واستطاع تسجيل الهدف الوحيد في المباراة. وبعد هذه التجربة الناجحة قرر عبد الرحمن بلمحجوب العودة إلى المغرب, حيث أكمل مشواره الرياضي مع فريق الوداد البيضاوي (1964 إلى1968 ) حيث توج معه بلقب بطولة المغرب سنة 1966 ويحمل بالتالي قميص أسود الأطلس. كما أشرف الفقيد على تدريب المنتخب الوطني المغربي في فترتين ما بين1964 و1967 إلى جانب محمد مسوم ثم لمدة سنة واحدة (1972 ) . و برحيل عبد الرحمان بلمحجوب ، تفقد الرياضة المغربية بصفة عامة وكرة القدم بالخصوص أحد الوجوه البارزة التي تركت بصماتها على الساحة الكروية الوطنية والدولية, مما جعل الصحافة الفرنسية تلقبه بأمير حديقة الأمراء . واعتبر عدد من اللاعبين الدوليين السابقين والمدربين أن اللاعب المغربي الدولي السابق بلمحجوب كان من خيرة الرياضيين الذين عرفهم المغرب خلال سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.