برحيل عبد الرحمان بلمحجوب،الذي انتقل إلى عفو الله أمس الأربعاء بالدارالبيضاء ،تفقد الرياضة المغربية بصفة عامة وكرة القدم بالخصوص أحد الوجوه البارزة التي تركت بصماتها على الساحة الكروية الوطنية والدولية،مما جعل الصحافة الفرنسية تلقبه ب "أمير حديقة الأمراء". واعتبر عدد من اللاعبين الدوليين السابقين والمدربين أن اللاعب المغربي الدولي السابق بلمحجوب كان من خيرة الرياضيين الذين عرفهم المغرب خلال سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وأكدوا في شهادات لوكالة المغرب العربي للأنباء،عقب تشييع جثمان الفقيد بعد صلاة ظهر اليوم الخميس إلى مثواه الأخير بمقبرة الرحمة بالدارالبيضاء،أن عبد الرحمان بلمحجوب كان قدوة لجميع اللاعبين المغاربة الذين احترفوا بالخارح وخاصة بفرنسا. وأضافوا أن الفقيد،كان مربيا ورياضيا مكبرين فيه مؤازرته لقدماء اللاعبين سواء في فرنسا أو في المغرب ومساندته لهم. ولم يفت هؤلاء اللاعبين والمدربين التذكير بأن الفقيد رسم لنفسه إسما كبيرا في عالم الاحتراف سواء عندما كان لاعبا في أندية راسينغ باريس ونيس ،الذي فاز بمعيته بكأس فرنسا سنة 1953،وكذا مع مونبليي أو مع المنتخب الفرنسي،الذي حمل قميصه كثاني لاعب بعد الأسطورة العربي بنمبارك. وفي هذا السياق،قال اللاعب الدولي والمدرب السابق حسن أقصبي رئيس جمعية قدماء لاعبي اتحاد الفتح الرياضي " لقد فقدت في عبد الرحمان بلمحجوب الأخ والصديق،الذي لعبت إلى جانبه في البطولة الفرنسية حيث كنت محترفا بفريق نيم". وأضاف " إن هذا الرجل،الطيب المعشر وصاحب الأخلاق النبيلة،أعطى وأجزل العطاء لكرة القدم المغربية . لقد ساهم قبل 30 سنة خلت إلى جانب بعض اللاعبين القدامى في بناء صرح كرة القدم الحديثة بالمغرب. كما كان من بين المؤسسين للودادية المغربية للمدربين". أما الإطار الوطني عبد الخالق اللوزاني فذكر بأن " الراحل يعد من بين الذين كان لهم الفضل في فتح المجال أمام العديد من اللاعبين من الجيل الذي يلي جيله للالتحاق بالديار الأوربية،حيث كان قدوة ومثالا للأخلاق العالية سواء داخل الملعب أو خارجه". ومن جهته عدد الدولي السابق أحمد فرس،الذي كانت تربطه ببلمحجوب علاقات صداقة متينة ،مناقب الفقيد وسجاياه وخصاله الإنسانية وعطاءاته الرياضية والخدمات التي أسداها لفريق الوداد البيضاوي والمنتخب الوطني المغربي كلاعب ومدرب. وقال إن " بلمحجوب كان الرجل القدوة بأخلاقه العالية التي شرفت جميع المغاربة الذين كانوا يحترفون في مختلف الأندية الفرنسية آنذاك وخير دليل على ذلك إطلاق الصحافة الفرنسية عليه إسم " أمير حديقة الأمراء" وهو إسم يحمل أكثر من دلالة". ومن جانبه،اعتبر المدرب والإطار الوطني عبد الحق ماندوزا أن " الراحل عبد الرحمان بلمحجوب لم يكن لاعبا فقط بل كان سفيرا لكرة القدم المغربية عندما كان محترفا في عدد من الأندية الرائدة بفرنسا". وكان قد تم بعد ظهر اليوم الخميس تشييع جثمان المرحوم عبد الرحمان بلمحجوب إلى مثواه الأخير بمقبرة الرحمة حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب،بحضور رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد علي الفهري وأعضاء من مكتب الجامعة وأعضاء اللجنة الوطنية الأولمبية وعصبة الدارالبيضاء الكبرى وممثلي عدد من الأندية المغربية لكرة القدم والعديد من الفعاليات الرياضية والثقافية وأصدقاء وأقارب الفقيد.