مواصلة منها لمهرجانها الفني والثقافي، والذي دأبت جمعية تايوغت بمدينة انزكان على تنظيمه سنويا، وبعد ان تم في الشطر الأول من مهرجان الموسم الحالي الذي تم تحت شعار: «سوس مهد الثقافة والفن»، والذي كان قد تميز بتكريم المخرج السينمائي عبد العزيز أوالسايح، وتنظيم سهرتين عموميتين شاركت فيها فرق فنية من سوس والصحراء، عاشت مدينة إنزكان خلال الفترة مابين 18 و21 غشت الجاري، تخليدا لذكرى ثورة الملك والشعب، أياما ثقافية تم خلالها تكريم الباحث والدكتور عمر آفا، الاستاذ بجامعة محمد الخامس للآداب، والذي تميز بوفرة انتاجاته القيمة في المجال التاريخي، مساهما في إماطة اللثام عن أوجه مهمة من تاريخ منطقة سوس، التي ينتمي إليها، إضافة إلى تتويجه بعدة جوائز وطنية وعربية، أهمها جائزة المغرب للكتاب عن بحثه القيم حول «مسألة النقود في تاريخ المغرب»، وهو البحث الذي نال به الباحث دبلوم الدراسات العليا، قبل ان يناقش في أطروحته لنيل الدكتوراه محور «التجارة المغربية في القرن التاسع عشر». وتميز حفل تكريم الدكتور عمر آفا بحضور عدة باحثين وأساتذة جامعيين، إضافة إلى مبدعين سوسيين، حيث قدموا شهادات في حق المحتفى به، من قبل الدكاترة الاجلاء حسن بنحليمة، الحسين آفا، احمد صابر، احمد بومزكو، عز الدين بونيت، إضافة إلى مولاي الحسن الحسيني عن منتدى الادب لمبدعي الجنوب، والاستاذ بخاري بودميعة،والباحث أحمد بزيد الكنساني، وقصائد للشعراء الحاج إبراهيم إدبراهيم، الدكتور اليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي بتارودانت، والشاعر الامازيغي الملتزم سعيد إدبناصر. وعرفت الجلسة الأولى، التي ترأسها الأستاذ أحمد الطالب، مشاركة كل من الدكتور احمد الهاشمي، بمداخلة حول موضوع «العلمية وسؤال الهوية: نماذج من أسماء الأعلام بسوس»، والدكتور محمد الحاتمي بعرض حول «ظاهرة مزج العربية بالأمازيغية في الشعر السوسي». أما الجسلة العلمية الثانية، والتي ترأسها الأستاذ عبد الرحيم أوخراز، عرفت مشاركة كل من الدكتور المهدي بن محمد السعيدي، بموضوع حول «المخطوطات الامازيغية، نموذج ترجمة نظم ابن عاشر الى الامازيغية، لمحمد بن عبد الله التمساوتي»، والدكتور عمر بزهار بمداخلته حول «جهود الباحثين في العناية بالثقافة في سوس». أما الجلسة العلمية الأخيرة، والتي سترأسها الباحث محمد بلوش، فعرفت مشاركة كل من الدكتور شفيق أرفاك، بمداخلته عن «سوس في أرشيف الخزانة الحسنية»، والباحث محمد أوسوس بعرض نقدي حول «الانتقال الى الكتابة في الأدب الأمازيغي». وحسب الجهة المنظمة، فإن كل المداخلات سيتم تعزيزها بمساهمات باحثين آخرين تعذرت عليهم المشاركة لأسباب قاهرة، حيث من المرتقب طبع كل تلك الاعمال المهداة الى الدكتور عمر آفا، ليكون الكتاب بذلك أول ثمرة تعاون حقيقي بين جمعية «تايوغت» وجامعة ابن زهر، في إطار برامج انفتاح هذه المؤسسة الجامعية على محيطها.