من أبناء درب السلطان، وبالضبط بحي الأحباس، تتلمذ في البداية على يد شيخ بالمسجد المحمدي من خلال حضوره لحصص قراءة الحزب اليومي، بعد صلاة المغرب، رفقة والده رحمه الله الحاج التقناني الذي كان له الفضل الكبير في نجاحه في حفظ وقراءة القرآن الكريم، ومن هنا أصبحت له أذن سميعة مما دفعه الولع لسماع القراء الكبار المغاربة من بينهم المرحوم محمد الجابري الحياني المميز صوتا وهبة ووقاراً إلى جانب القراء الفطاحلة من أرض الكنانة كالمرحوم الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي اتخذ قراءته كمدرسة، إلى جانب قارىء مصر الأول الشيخ المرحوم مصطفى اسماعيل وكامل يوسف البهتيمي ومحمد رفعت. إنه المقرىء المتميز الأستاذ عبد الحق التقناني، درس قواعد وأحكام التجويد على يد الشيخ المرحوم مولاي أحمد الشريف بمسجد مولاي يوسف (المسجد اليومي بالإحساس)، والذي كان يأتي أسبوعياً من مدينة مكناس لتعليم القواعد لجيل نهاية الستينات والسبعينات وعلى نفقته. بعد ذلك، جالس القارىء عبد الحق التقناني أصوات عديدة في مجال المديح بالمسجد البيضاوي الملقب بمسجد الحاجب المتواجد أمام القصر الملكي بالأحباس، منها عبد القادر ماصانو، الحاج محمد بن كيران، الفقيه الحياني، مولاي العربي رحمه الله، الحاج ادريس هروش، العربي العرايشي، نور الدين البوحديوي الذي كان يرافقه آنذاك، مولاي أحمد العلمي ومحمد الصقلي وعبد المجيد الصويري. كما كان له الاحتكاك بالقراء المتميزين كالحاج محمد الترابي، عبد اللطيف الترابي، عمر عتيق، عمر مُريد، الأستاذ الدمناتي (أحمد البوشاهي) صابر أعراب، عبد الإله مفتاح وإدريس العباسي. فاز في العديد من المسابقات في تجويد القرآن على مستوى نيابات التعليم بالدارالبيضاء، واحتل المراتب الأولى في بداية الثمانينات، وفاز أيضاً بالجائزة الثانية على مستوى عمالة الدارالبيضاء سنة 1984 بمسجد بدر بمشاركة قراء كبار من بيهم مفتاح عبد الإله، مصطفى غربي والمرحوم حسن بن عمر. له طموحات كبيرة، درس كل الأحكام والمقامات الصوتية، مما مكنه المشاركة في المباريات كعضو بلجان التحكيم رفقة الأستاذ الحاج محمد الترابي وسعيد مسلم وعادل مسلم. مثل المغرب في ملتقى الديانات السماوية في الألفية الأولى بالفاتيكان، رفقة الحاج محمد الترابي، وكان وحدهما المغربيان اللذان مثلا العالم الاسلامي. وكان للعديد من الحاضرين في هذه التظاهرة الدولية من مختلف الدول تأثير كبير، من خلال القراءات الجميلة الطروبة. كما سجل الأستاذ عبد الحق التقناني حضوره القوي في العديد من مهرجانات الموسيقى الروحية برئاسة الأستاذ عبد المجيد الصويري، منها مهرجان مدينة سلا لمدة ثمان سنوات، فاس، مكناس، تازة، الرباط، الصويرة، طنجة وتطوان. كما حظي بالقراءة بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، إبان أدائه مناسك الحاج سنة 1997. له مكانة قوية في مجال السماع والمديح والقراءات المغربية والشرقية، من خلال حضوره في العديد منالمناسبات رفقة المادحين. هو أب لطه، إلياس وحمزة، حثهم على قراءة القرآن، مثلما حثه والده رحمه الله، لهم دراية بالأحكام والقواعد والمقامات الصوتية. ويبقى الصغير حمزة (15 سنة) الوحيد الذي يحضر رفقة أبيه المناسبات، والذي شق طريقه وفاز هو الآخر بالجائزة الأولى في القراءة المغربية على مستوى نيابة التعليم الفداء درب السلطان، والجائزة الثانية على مستوى الأكاديمية وتأهل للنهائيات في المسابقات التي تنظمها القناة الثانية. وتبقى طموحات المقرىء الأستاذ عبد الحق التقناني من خلال محاورته للجريدة على أنه يسعى لتكوين الخلف، حيث يلقن القواعد ويبحث عن المواهب بالمدرسة، ويأمل في أن يكون الخلف في هذا المجال الفني الأصيل. وللإشارة، فضيف هذه الحلقة يفضل الاشتغال في الظل بعيداً عن الإشعاع الإعلامي، ومع ذلك، يبقى مشكوراً حول تلبيته لهذا الحوار. وللتذكير، فالأستاذ التقناني عبد الحق هو الذي يشنف الأسماع بالمسجد المحمدي (مسجد محمد الخامس) بالأحباس كل جمعة، منذ سنوات، ويحضر المسجد العديد من أبناء درب السلطان للاستمتاع بقراءته وروايته للحديث وآذانه الجميل.