تضاعفت ظاهرة التسول في المدن الكبرى بشكل لافت، خاصة مدينة الدارالبيضاء، مع حلول شهر رمضان. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الظاهرة تتنامى بشكل كبير مع حلول شهر رمضان، إذ أن العاصمة الاقتصادية وحدها استقطبت الآلاف من المتسولين إناثا وذكورا إضافيين أتوا من مدن مختلفة، خاصة المدن الصغرى ذات الطابع القروي. وعزت هذه المصادر تضاعف عدد المتسولين إلى طبيعة هذا الشهر، الذي يقدم فيه المغاربة على منح الصدقات بشكل لافت للنظر، كما ترجع الأسباب أيضا الى تنامي ظاهرة البطالة بشكل كبير، كما جاء في الإحصائيات الرسمية. هذه الظاهرة تتخذ أوجها عديدة، اتخذ منها بعض أباطرة التسول مهنة تدر عليهم أموالا باهظة، بل تم «تقنينها»، وقسموا مثلا مدينة الدارالبيضاء الى «دوائر» يتم فيها ترشيح المتسولين كوكلاء بهذه الدوائر مقابل تعويضات مالية حسب أهمية الشوارع. وما يمكن أن يجلبه من أموال على أصحابها، كما يتم «كراء» الاطفال الصغار، من طرف المحترفات على وجه الخصوص، من أجل استجداء عطف المواطنين. ظاهرة التسول لم تعد حكرا وظاهرة تغزو الأسواق والمساجد والشوارع، بل امتدت الى داخل القطارات، حيث يفاجأ الركاب بهذه الظاهرة تكتسح القطارات المغربية دون أن تتم محاربتها، وعلق أحد الركاب على هذه الظاهرة بوصفها ظاهرة مسيئة تخدش صورة المغرب، خاصة أن الأجانب يستعملون عادة هذه القطارات، مما يشوه صورة البلاد. بل وصف راكب آخر أن هذه الظاهرة تذكره ب «كار عريبات» أو «كار زوانات» والحافلات الأخرى، التي كان يحتلها المتسولون منذ زمان، إلا أنها تحولت من الحافلات «لتستوطن» القطارات، ومن يدري ربما تغزو في المستقبل القريب الطائرات!؟