نافست أرباح الآلاف من المتسولين في المغرب خلال شهر رمضان أجور كبار المسؤولين وعلى رأسهم البرلمانيين، حيث تجاوز الدخل الفردي للمتسول الواحد في العاصمة الرباط مثلا 2000درهم يوميا وهو ما يعادل 60ألف درهم خلال شهر رمضان . فوفق بعض الأرقام من أحد المتسولين بالعاصمة الرباط، والذي له معرفة ودراية كبيرة بأسرار سوق التسول بالرباط فإن دخل بعض المتسولين ارتفع خلال اليومين الأخيرين من شهر رمضان ليصل في بعض الأحيان إلى 30000درهم ،وذلك لتزامن هذه الفترة مع أداء زكاة الفطر، مضيفا أنه خلال الأيام العادية الأخرى من شهر رمضان لم يكن دخل أغلب المتسولين ليقل عن 2000درهم يوميا . وكشف المصدر ذاته عن عشرات الطرق المستعملة من أجل نيل عطف الناس مؤكدا أن مجموعة من المتسولين يملكون أموالا مهمة تغنيهم عن التسول،ومع ذلك يفضلون هذه المهنة نظرا للأرباح التي تدرها عليهم، كما كشف عن هجرة جماعية للعديد من المتسولين من مختلف المدن المجاورة للرباط كالخميسات وتيفلت وتمارة نحور الرباط التي أصبحت مركز استقطاب المتسولين ، حيث يكتري بعضهم شققا في العاصمة من أجل ممارسة التسول طوال النهار والليل في حين يفضل بعضهم الانتقال يوميا بين مدينته الأصلية والعاصمة الرباط . وبالرغم من الحملات التي تشنها وحدات المساعدة الاجتماعية يقول مصدرنا إن أغلب المتسولين يفلتون من قبضة هذه الأخيرة حيث يحرص المتسولون على ولوج الأماكن التي لا تشملها دوريات هذه المصلحة مؤكدا أن أغلب المتسولين يكرهون ولوج المركز الاجتماعي تيط مليل لأن التسول بالنسبة إليهم ليس الحصول على الاكل والشرب وانما ادخار مبالغ مالية مهمة وكان بحث ميداني حول ظاهرة التسول قد كشف عن وجود 591 ألفا و950 متسولاً بالمغرب، 51,1% منهم نساء، وأشار البحث إلى أن 62,4% من هذا العدد يحترفون هذه المهنة، ليس بسبب الفقر بل لإمتهانهم هذه المهنة واستسهالها عن العمل الشريف، ويتوزع هؤلاء المتسولون على المدن الكبرى حيث تأتي الرباط في مقدمة المدن التي يفضلها المتسولون حيث تضم 21,8% من مجموع متسولي المغرب، ثم الدارالبيضاء التي تضم 17,8% ثم مكناس وفاس بنسبة 14,4%.