في عالم البناء يغيب كل هذا لتحل محله شمس حارقة تلسع الأبدان و معاول و جرارات من حديد و لا مكان سوى لمن يتمتع بالقوة و الصبر .. هكذا شاهدنا صباح يوم لافح من أيام رمضان، حيث ترتفع درجة الحرارة بمراكش لتفوق الأربعين في إحدى البنايات في طور الإنجاز بشارع علال الفاسي .. عمال البناء هنا و هناك، .. السرعة في العمل و الهتافات .. منهم من يتسلق السلالم ويحمل معه كيسا من الإسمنت أو الرمل، ومنهم من تراه معلقا في البناية بحبل سميك محاولا في استماتة التغلب على جدار تحتاج واجهته لمزيد من الاهتمام، و آخرون يصنعون هرما من الرمل ممزوجا بالإسمنت يتعاونون عليه لإعداده بسرعة و تمريره للمعلم الذي ينتظر الخليط عن طريق الرافعة «البوجي» الذي تجده بالطابق الذي يركزون عملهم فيه.. حالة هذا الورش نموذج لما يعانيه الآلاف من عمال البناء بمراكش خلال شهر رمضان الذي يتزامن هذه السنة مع شواظ نار فصل الصيف ينضاف إليها الجوع و العطش.. عكس مستخدمي قطاعات أخرى الذين ينعمون بعطلة مريحة في الشواطيء والجبال والمنتزهات ومراكز الاصطياف.. وأنت بين عمال البناء يغمرك إحساس بالألم والغربة تتذكر النشيد الذي كان درس في أقسامنا الابتدائية ويردد في أعياد الشغل: «نحن عمال البلاد. فتيان الزمن. نحن آمال البلاد.. نحن أركان الوطن. كم بنينا من قصور.. نطحت ركن السحاب....« يندهشون من رؤيتك وسطهم، فيعتقدون منذ الوهلة الأولى مالك البناية أو أحد أرباب العمل، لأنك وببساطة لا ترتدي مثلهم نفس الأسمال التي تشكل بقايا الإسمنت المتصلب جزءا منها، أو تحمل معك المعول أو غيره من أدوات البناء التي تظهرك كعامل جديد يبحث عن كسرة خبز ليس إلا.. حياة مليئة بالمخاطر في ظل غياب تأمين صحي، وإن وهن الجسد و خارت قواه، فلا منقذ من مواجهة العوز و الفقر. لأن هذا العمل في هذا القطاع هو آخر ما يشد اهتمامات مفتشي الشغل فيغدو العامل فيه أشبه بمن يؤدي مهمة في زمن السهرة . عزوز واحد من هؤلاء، ينحدر من منطقة شوطر نواحي مراكش في اتجاه أيت أورير، في الخمسين من عمر، أب لثلاثة أطفال وجدناه في الطابق الأخير من البناية حيث درجة الحرارة تتجاوز الخامسة و الأربعين، وهو يتصبب عرقا كأنبوب ماء لا يتوقف عن التدفق، و بجانبه مساعده عبد الكريم الذي يمرر له خليط (البغلي) لترميم واجهة جدار وتزيينها. روح المرح و الكلام الجميل لا يفارقه، و الابتسامة المسترسلة تتغشى قسمات وجه، إن باشرت الكلام معه سرعان ما يحوله إلى نكتة أو ضحكة لا تنتهي و يغير تساؤلاتك إلى شكوك أو تلميحات، يحاول تجنب ما تطلبه و يباشر شرح ما يقوم به من عمل، وإن أطلت من استفساراتك يطالبك بمساعدته أو إسداء خدمة له إن تاه مساعده بحثا عن إسمنت أو ماء أو غيرها من المستلزمات التي يفرضها عمله ليلخص كل أسئلتك في كلمات محدودة يقول عزوز: «أن شهر رمضان يصعب فيه العمل لكن ظروف العيش تحتم علينا أن نعمل و نكد لنوفر ما تحتاج إليه عائلاتنا.. كل من يأمل يوما أن يرى أحد أفراد أسرته صاحب مشروع للبناء، علنا ننعم بالراحة ونتفرغ لأنفسنا ونرتاح من شقاء لازمنا قرابة عقود طويلة..» ويضيف عزوز بحسرة وألم: «أصبح شهر رمضان ينهكني بفعل تقدمي في السن .. في شبابي لا أبه لذلك . حينها كانت لي القدرة و الصبر على تحمل اعباء العمل. لكن لاشيء يلبث على حاله، و الزمان يفرض منطقه على الحياة و توالي السنين ينال من الجسد فيجد المرء نفسه مجبر على أداء عمل شاق بجسد منهوك لانتزاع لقمة تسد بعض الرمق..» . تركنا عزوز لنجد شابا مفعما بالحيوية يعمل لوحده تحت درجة حرارة مرتفعة، لا يعرف الملل طريقا لنفسه، صنع لنفسه خودة ورق أكياس الإسمنت لتقيه من لهيب أشعة الشمس التي تلحف الرؤس والسواعد ، تخاله في الوهلة الأولى أنه إنسان عادي لا يفقه في الحياة سوى العمل ، لتصدم أن عبد الله من مدينة الجديدة ، عمره 26 سنة حاصل على الإجازة في القانون العام، حاول أن يحصل على وظيفة مع الدولة أو في القطاع الخاص ، ليجد نفسه و بدون سابق إشعار يزاول مهنة أبيه التي حاول الابتعاد عنها، لكن الظروف حتمت عليه أن يزاولها لأنه العمل الوحيد الذي يتقنه، يحمد الله على كل شيء فما يجنيه من عمله يستطيع العيش به في مدينة مراكش، وادخار جزء منه للوفاء باحتياجات سفره إلى الجديدة لرؤية العائلة. والده تقبل فكرة العمل في البناء انطلاقا من المبدأ الشهير«تبع حرفة بوك ليغلبوك» واستطاع ان يوفر لنفسه مسكنا بجوار منزل اسرته و هو الان يفكر في الزواج خصوصا وأنه قضى ست سنوات من عمره في مهنة البناء، في قناعته أن لا حائل يوقفه عن هذه الرغبة. يشكو في بعض الأحيان من الذين يزاولون معه المهنة لانهم يؤمنون بما يعرفون و لا يتقبلون ما يقدمه من معرفة، لكنه سرعان ما يتجاوز ذلك لانها عشرة عمر في عالم يغلب عليه الاسمنت المسلح . بجانبه صديقه و رفيقه في الدرب ياسر من الزمامرة نواحي الجديدة، هو الآخر مجاز في القانون الخاص، يعتبر نفسه مولودا جديدا في هذه المهنة لأنه لم يتجاوز سنة من العمل تقريبا، قدره أن يشتغل في شهر رمضان لأول مرة في حياته، يحاول قدر المستطاع تلبية ما يطلبه المعلم تحت شمس مراكشية حارقة، لكنه لا يهتم فهناك عمل كثير ينتظره ولا بد من أن ينهيه كي يرضى عنه رب العمل، حياة اخرى غير التي كان يتصورها أو يتمناها، استسلم هو الآخر لقدره وتأقلم معه بسرعة. تركناه يقاوم يومه بكبرياء محارب في الصحراء ، لنجد شخصا آخر يعمل لوحده إنه الصحراوي كما يلقبونه. عمره تجاوز الستين. لكنه يقول إنه لم يشغل نفسه أبدا بتعداد رصيده الزمني في الوجود، لأن مسألة العمر في نظره مجرد سخافة لا تعنيه كثيرا . يتكفل الشيخ الصحراوي بطبخ الطعام و تحضير إفطار رمضان في الورش وهو الذي يرشد و يوجه العمل، صمت رهيب يتحلى به هذا الشخص القادم من نواحي مدينة ورزازات . فالعمل هو الشىء الوحيد الذي يهمه، لا يهنأ له بال إلأ عندما ينتهي من مهمته، بل ربما في بعض الاحيان قد يتشاجر مع الاخرين لانه يرى في مخيلته أن لا أحد يتفانى و يخلص في عمله. بالنسبة للصحراوي العمل في شهر رمضان لايختلف عن مثيله في باقي الشهور الاخرى. و ما يقتاته في الايام العادية يماثل ما يعيش به في رمضان ، بل يوفر عليه مصروف الغذاء والفطور، و المحسنون هم الذين يتكفلون بإفطاره، فلا يتبقى له سوى ما يتناوله في العشاء. اعتاد من صغره أن يعمل ليساعد عائلته الكبيرة قبل الصغيرة.. لقبه زملاؤه من العمال في الورش بالصحراوي لأن له صبرا ليس له حدود في جميع الأمور التي يتكفل بها.. وهو و الدهم في الوقت الذي يغيبون فيه عن ذويهم، ومرشدهم في العمل ، إنسان صارم في حياته لكنه عطوف في نفس الوقت . الواقع أننا عانينا كثيرا ونحن نتأمل هؤلاء الدين يمتهنون الشقاء من اجل بناء عمارات ومباني سينعم فيها الآخرون أما هؤلاء فمن ورش إلى أخر ومن شقاء إلى أخر دون ملل ولا كلل، تعبنا وتصببنا عرقا وكل ما فعلناه أننا وضعنا اسئلة حارقة في يوم رمضاني ملتهب بالحرارة والشقاء على سواعد هي التي تبني حقا صرحا معماريا دون أن يلتفت إليها أحد.. إنها حياة قاسية في شهر رمضان تفرضها طبيعة عمل شاق لأناس يكدون و يعملون بلا توقف، بل لا يعرف قاموس الراحة مكانا في حياتهم ، لأن في ذلك انسداد أبواب الرزق و الفاقة و الفقر .. هؤلاء لا يلتفت لوجودهم أولئك الذين هيأت لهم ظروف أحسن من عمل مريح و رصيد منتفخ في البنك و مسكن باذخ و حياة مليئة بالرخاء و الراحة .. مكتب مراكش : زكريا بن عبيلو في عالم البناء يغيب كل هذا لتحل محله شمس حارقة تلسع الأبدان و معاول و جرارات من حديد و لا مكان سوى لمن يتمتع بالقوة و الصبر .. هكذا شاهدنا صباح يوم لافح من أيام رمضان، حيث ترتفع درجة الحرارة بمراكش لتفوق الأربعين في إحدى البنايات في طور الإنجاز بشارع علال الفاسي .. عمال البناء هنا و هناك، .. السرعة في العمل و الهتافات .. منهم من يتسلق السلالم ويحمل معه كيسا من الإسمنت أو الرمل، ومنهم من تراه معلقا في البناية بحبل سميك محاولا في استماتة التغلب على جدار تحتاج واجهته لمزيد من الاهتمام، و آخرون يصنعون هرما من الرمل ممزوجا بالإسمنت يتعاونون عليه لإعداده بسرعة و تمريره للمعلم الذي ينتظر الخليط عن طريق الرافعة «البوجي» الذي تجده بالطابق الذي يركزون عملهم فيه.. حالة هذا الورش نموذج لما يعانيه الآلاف من عمال البناء بمراكش خلال شهر رمضان الذي يتزامن هذه السنة مع شواظ نار فصل الصيف ينضاف إليها الجوع و العطش.. عكس مستخدمي قطاعات أخرى الذين ينعمون بعطلة مريحة في الشواطيء والجبال والمنتزهات ومراكز الاصطياف.. وأنت بين عمال البناء يغمرك إحساس بالألم والغربة تتذكر النشيد الذي كان درس في أقسامنا الابتدائية ويردد في أعياد الشغل: «نحن عمال البلاد. فتيان الزمن. نحن آمال البلاد.. نحن أركان الوطن. كم بنينا من قصور.. نطحت ركن السحاب....« يندهشون من رؤيتك وسطهم، فيعتقدون منذ الوهلة الأولى مالك البناية أو أحد أرباب العمل، لأنك وببساطة لا ترتدي مثلهم نفس الأسمال التي تشكل بقايا الإسمنت المتصلب جزءا منها، أو تحمل معك المعول أو غيره من أدوات البناء التي تظهرك كعامل جديد يبحث عن كسرة خبز ليس إلا.. حياة مليئة بالمخاطر في ظل غياب تأمين صحي، وإن وهن الجسد و خارت قواه، فلا منقذ من مواجهة العوز و الفقر. لأن هذا العمل في هذا القطاع هو آخر ما يشد اهتمامات مفتشي الشغل فيغدو العامل فيه أشبه بمن يؤدي مهمة في زمن السهرة . عزوز واحد من هؤلاء، ينحدر من منطقة شوطر نواحي مراكش في اتجاه أيت أورير، في الخمسين من عمر، أب لثلاثة أطفال وجدناه في الطابق الأخير من البناية حيث درجة الحرارة تتجاوز الخامسة و الأربعين، وهو يتصبب عرقا كأنبوب ماء لا يتوقف عن التدفق، و بجانبه مساعده عبد الكريم الذي يمرر له خليط (البغلي) لترميم واجهة جدار وتزيينها. روح المرح و الكلام الجميل لا يفارقه، و الابتسامة المسترسلة تتغشى قسمات وجه، إن باشرت الكلام معه سرعان ما يحوله إلى نكتة أو ضحكة لا تنتهي و يغير تساؤلاتك إلى شكوك أو تلميحات، يحاول تجنب ما تطلبه و يباشر شرح ما يقوم به من عمل، وإن أطلت من استفساراتك يطالبك بمساعدته أو إسداء خدمة له إن تاه مساعده بحثا عن إسمنت أو ماء أو غيرها من المستلزمات التي يفرضها عمله ليلخص كل أسئلتك في كلمات محدودة يقول عزوز: «أن شهر رمضان يصعب فيه العمل لكن ظروف العيش تحتم علينا أن نعمل و نكد لنوفر ما تحتاج إليه عائلاتنا.. كل من يأمل يوما أن يرى أحد أفراد أسرته صاحب مشروع للبناء، علنا ننعم بالراحة ونتفرغ لأنفسنا ونرتاح من شقاء لازمنا قرابة عقود طويلة..» ويضيف عزوز بحسرة وألم: «أصبح شهر رمضان ينهكني بفعل تقدمي في السن .. في شبابي لا أبه لذلك . حينها كانت لي القدرة و الصبر على تحمل اعباء العمل. لكن لاشيء يلبث على حاله، و الزمان يفرض منطقه على الحياة و توالي السنين ينال من الجسد فيجد المرء نفسه مجبر على أداء عمل شاق بجسد منهوك لانتزاع لقمة تسد بعض الرمق..» . تركنا عزوز لنجد شابا مفعما بالحيوية يعمل لوحده تحت درجة حرارة مرتفعة، لا يعرف الملل طريقا لنفسه، صنع لنفسه خودة ورق أكياس الإسمنت لتقيه من لهيب أشعة الشمس التي تلحف الرؤس والسواعد ، تخاله في الوهلة الأولى أنه إنسان عادي لا يفقه في الحياة سوى العمل ، لتصدم أن عبد الله من مدينة الجديدة ، عمره 26 سنة حاصل على الإجازة في القانون العام، حاول أن يحصل على وظيفة مع الدولة أو في القطاع الخاص ، ليجد نفسه و بدون سابق إشعار يزاول مهنة أبيه التي حاول الابتعاد عنها، لكن الظروف حتمت عليه أن يزاولها لأنه العمل الوحيد الذي يتقنه، يحمد الله على كل شيء فما يجنيه من عمله يستطيع العيش به في مدينة مراكش، وادخار جزء منه للوفاء باحتياجات سفره إلى الجديدة لرؤية العائلة. والده تقبل فكرة العمل في البناء انطلاقا من المبدأ الشهير«تبع حرفة بوك ليغلبوك» واستطاع ان يوفر لنفسه مسكنا بجوار منزل اسرته و هو الان يفكر في الزواج خصوصا وأنه قضى ست سنوات من عمره في مهنة البناء، في قناعته أن لا حائل يوقفه عن هذه الرغبة. يشكو في بعض الأحيان من الذين يزاولون معه المهنة لانهم يؤمنون بما يعرفون و لا يتقبلون ما يقدمه من معرفة، لكنه سرعان ما يتجاوز ذلك لانها عشرة عمر في عالم يغلب عليه الاسمنت المسلح . بجانبه صديقه و رفيقه في الدرب ياسر من الزمامرة نواحي الجديدة، هو الآخر مجاز في القانون الخاص، يعتبر نفسه مولودا جديدا في هذه المهنة لأنه لم يتجاوز سنة من العمل تقريبا، قدره أن يشتغل في شهر رمضان لأول مرة في حياته، يحاول قدر المستطاع تلبية ما يطلبه المعلم تحت شمس مراكشية حارقة، لكنه لا يهتم فهناك عمل كثير ينتظره ولا بد من أن ينهيه كي يرضى عنه رب العمل، حياة اخرى غير التي كان يتصورها أو يتمناها، استسلم هو الآخر لقدره وتأقلم معه بسرعة. تركناه يقاوم يومه بكبرياء محارب في الصحراء ، لنجد شخصا آخر يعمل لوحده إنه الصحراوي كما يلقبونه. عمره تجاوز الستين. لكنه يقول إنه لم يشغل نفسه أبدا بتعداد رصيده الزمني في الوجود، لأن مسألة العمر في نظره مجرد سخافة لا تعنيه كثيرا . يتكفل الشيخ الصحراوي بطبخ الطعام و تحضير إفطار رمضان في الورش وهو الذي يرشد و يوجه العمل، صمت رهيب يتحلى به هذا الشخص القادم من نواحي مدينة ورزازات . فالعمل هو الشىء الوحيد الذي يهمه، لا يهنأ له بال إلأ عندما ينتهي من مهمته، بل ربما في بعض الاحيان قد يتشاجر مع الاخرين لانه يرى في مخيلته أن لا أحد يتفانى و يخلص في عمله. بالنسبة للصحراوي العمل في شهر رمضان لايختلف عن مثيله في باقي الشهور الاخرى. و ما يقتاته في الايام العادية يماثل ما يعيش به في رمضان ، بل يوفر عليه مصروف الغذاء والفطور، و المحسنون هم الذين يتكفلون بإفطاره، فلا يتبقى له سوى ما يتناوله في العشاء. اعتاد من صغره أن يعمل ليساعد عائلته الكبيرة قبل الصغيرة.. لقبه زملاؤه من العمال في الورش بالصحراوي لأن له صبرا ليس له حدود في جميع الأمور التي يتكفل بها.. وهو و الدهم في الوقت الذي يغيبون فيه عن ذويهم، ومرشدهم في العمل ، إنسان صارم في حياته لكنه عطوف في نفس الوقت . الواقع أننا عانينا كثيرا ونحن نتأمل هؤلاء الدين يمتهنون الشقاء من اجل بناء عمارات ومباني سينعم فيها الآخرون أما هؤلاء فمن ورش إلى أخر ومن شقاء إلى أخر دون ملل ولا كلل، تعبنا وتصببنا عرقا وكل ما فعلناه أننا وضعنا اسئلة حارقة في يوم رمضاني ملتهب بالحرارة والشقاء على سواعد هي التي تبني حقا صرحا معماريا دون أن يلتفت إليها أحد.. إنها حياة قاسية في شهر رمضان تفرضها طبيعة عمل شاق لأناس يكدون و يعملون بلا توقف، بل لا يعرف قاموس الراحة مكانا في حياتهم ، لأن في ذلك انسداد أبواب الرزق و الفاقة و الفقر .. هؤلاء لا يلتفت لوجودهم أولئك الذين هيأت لهم ظروف أحسن من عمل مريح و رصيد منتفخ في البنك و مسكن باذخ و حياة مليئة بالرخاء و الراحة ..