حين أقام مسؤولو اتحاد أيت ملول، حفلا تكريميا للاعبيهم في نهاية الموسم الماضي، اعترافا للمجهود والعطاء الجيدين خلال منافسات القسم الثاني. رغم أنهم لم يحققوا الصعود الذي انفلت من بين الأصابع. أنذاك، أدرك المتتبعون، أن جسم هذا الفريق سليم، وأن مكونات الفريق صحيح أنها راهنت على الصعود، ولكن الأجواء الرياضية والعلاقات الجيدة أقوي من كل شيئ. وذلك هو أحد ركائز الممارسة الرياضية. والحقيقة أنني، كباقي الذين تتبعوا مباراة ملعب العبدي بالجديدة، بين الدفاع والفريق السوسي أيت ملول، لم نفاجأ بالعطاء الجيد، وبالنفس الطويل، وبالأدوات الفنية التقنية التي يمتلكها هذا الفريق الصاعد من أعماق التربة الرياضية المغربية. وليس جديدا على هذه المنطقة ذات الرائحة الخاصة واللكنة ذات البساطة التي تلامس النقاء والصدق، أن تعطي عطاء في مستوى الانتظارات، فلقد كانت رجاء أكادير ونجاح سوس، يناضلان من أجل مكانة متميزة في خريطة الكرة الوطنية، لكن رياح الصعوبات اكنت أقوى. وها هي اليوم هذه المنطقة تعاود النهوض والصعود. فشباب هوارة كان صعوده مدويا واحتل مكانة على الأرض وعلي الصورة وعلى السطر، وعلى نفس المقام يحفر شباب أيت ملول مكانته علي سبورة الفرق الراغبة في أن تكون فاعلا كرويا على أعلى مستوى . وظهر ذلك بقوة أمام الدفاع، إذ ظل على نفس وثيرة العطاء منذ البداية وحى النهاية ولم يستسلم. لكن المثير والغريب ، أنه من غير الطبيعي، أن لا نجد لهذا الحراك الكروي الذي تعرفه سوس، مكانته في خريطة المنتخبات الوطنية، خاصة المنتخبات العمرية الصغيرة، فأغلب اللاعبين الذين تمت المناداة عليهم ينتمون لجهات ولفرق معروفة. ومن تم ينتصب السؤال، حول هذا الغياب حتى لا نقول التهميش. هل المسؤولية هنا تتحملها الإدارة التقنية للفرق و لعصبة سوس ، أم هي مسؤولية الإدارة التقنية الوطنية، أم هما معا؟ لا يعقل أن تظهر مجموعة من الفرق في جهة ما، ظهورا جيدا على مستوى التنافس في البطولة الوطنية، ولا يكون ذلك ، نتيجة للعمل القاعدي الذي يتم على مستوى الفئات الصغرى ، وبالتالي تغيب هذه الفئة العمرية عن المنتخبات الوطنية بمعنى آخر، أن هناك خلل ما في مكان ما. إضافة صغيرة ليس إلا..... منطقة سوس عرفت في الأسبوع الماضي، تتويج فتيان رجاء أكادير لكرة اليد بلقب البطولة الوطنية. هي فقط اشارة، لكن لها دلالاتها في سياق الحديث عن سوس وعن أبناء سوس.