نزلت فاطمة من سيارة الأجرة بمركز مديونة متوجهة إلى منزل عمها بسبب تأخرها في العمل، وجدت الضحية نفسها مجبرة على ذلك، وعدم المغامرة بالذهاب إلى منزلها الذي يبعد بأربعة كلمترات عن المركز فاعترض سبيلها شخص ظل يمارس عليها الجنس حتى الساعات الأولى من الصباح قبل أن يخلي سبيلها بعد أن سرق سلسلتها الذهبية ليتم القبض عليه من طرف رجال الدرك، وتقديمه إلى العدالة. كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا عندما نزلت فاطمة من سيارة الاجرة بسبب تأخرها في العمل. بدأت تسير بخطى مسرعة متوجهة إلى منزل عمها المتواجد بالمركز وعدم المغامرة بالتوجه إلى بيتهم الذي يبعد عن المركز بحوالي أربعة كلمترات بعدما أصبحت شوارعه خالية من السكان بسبب رطوبة الجو وقساوة البرد القارس، دون أن تعي أن هناك عيونا متلصصة تراقبها من بعيد بجانب الثكنة العسكرية، وتتحين الفرصة المواتية للانقضاض عليها. عند نزولها من سيارة الأجرة، بدأ يساورها هاجس اعتراض أحد المتسكعين أو قطاع الطرق، حيث لم تكد الضحية تكمل شريط تهيؤاتها حتى انتصب أمامها أحد الأشخاص كالمارد شاهرا في وجهها ساطورا وأمرها بمرافقته دون مقاومة إلى أحد المنازل المهجورة خارج المركز . اغتصاب بمنزل مهجول ازدادت دقات قلب فاطمة وأحست بالأرض تدور حولها، وهي تشاهد منظر الشاب الذي تغيرت ملامحه الأدمية إلى وحش كاسر. توسلت إليه لإخلاء سبيلها بعد أن أعربت له عن استعدادها لمنحه مبلغا ماليا كان بحوزتها وسلسلة ذهبية كانت تضعها بعنقها لكن رغبة (الشخص) تعدت الحصول على المال والذهب بعد أن أثار جسدها المفعم بالأنوثة شهوته الغريزية، حاول الامساك بخصلات شعرها التي كانت متناثرة فوق كتفيها. منعته بحركة تلقائية متوسلة إليه لإخلاء سبيلها غير أن توسلاتها ذهبت أدراج الرياح ولم تزد »الذئب البشري« سوى إصرار على العبث بجسدها الذي كان يرتجف من شدة الخوف وقساوة البرد. تقدم نحوها وعيناه مشدودتان إلى عنقها المزين بسلسلة ذهبية حاول مداعبتها بلطف في محاولة لترويضها بدل شد الحبل الذي بدأت تنهجه في محاولة لكسر عملية اغتصابها بهذا المكان المهجور الذي تبدو رائحته الكريهة بسبب انتشار فضلات الآخرين، لكنه وجد سدا منيعا من طرفها فطلب منها الاستسلام وعدم إبداء أية مقاومة. حاولت الإفلات من قبضة يده بعدما أحكم الطوق عليها غير أنه باغتها بضربة قوية إلى بطنها، تأوهت من شدتها وسقطت على الأرض تأكدت حينها أن غريمها عازم على النيل منها، ولم يبق سوى الدعاء في هذا المكان الخالي، بعدما سقطت فاطمة المسكينة على الأرض والدموع تنهمر من عيونها، تقدم نحوها الجاني بعدما أمسكها من شعرها وقام بجرها إلى أحد أركان البيت المهجور الذي كان يسوده ظلام دامس، وهناك مارس عليها الجنس بعدما جردها من نصف ثيابها غير مبال. وبعد أن انتهى قام بتكبيلها من يدها ورجليها خوفا من هروبها وقام بإخراج قنينة كانت بحوزته تحتوي على مزيج من الماء ومادة الكحول وبدأ يشرب منتشيا بصيد غنيمته التي أصبحت تبدو له كالحمل الوديع يأخذ منه وطره كلما تحركت شهوته الحيوانية حتى الصباح وبعدما سرق منها سلسلتها الذهبية قام بإخلاء سبيلها، استجمعت الضحية قواها وقامت بارتداء ملابسها وتوجهت مباشرة إلى منزل عمها الذي أبلغته بالواقعة والذي قام بانجاز شهادة طبية لها تثت تعرضها للعنف والاغتصاب لتتقدم بشكاية مباشرة إلى مصالح الدر الملكي. مسار منحرف كان محمد يعيش مع والدته وإخوته المنفصلين عن أبيهم حيث كان يعيش حالة البطالة والتسكع الى ساعات متأخرة من الليل يتناول الحبوب المهلوسة ويشرب مادة الكحول، بالإضافة الى سمعته السيئة التي كانت سببا مباشرا في عزوف المشغلين عن تشغيله لديهم سواء في الحقول أو ببعض الحرف المهنية، لم يكن يعمل لدى أحد المزارعين حتى يفتعل الخصومات والمشادات الكلامية مع بقية العمال وكانت سطوته لا يستطيع أحد الوقوف أمامها. عاش بقية الأيام دون عمل، كان ينتظر زملاء حتى يفرغو من أعمالهم ليأتوا إلى المقهى لتناول المخدرات أو مجالسة بعض اصدقائه في تناول الخمر، و كان لا يتوانى عن طلب الاستئذان من أحدهم حتى يستطيع مجالستهم دون اشكال ، فكثرت ديونه فبدأ يبتعد عنهم ولجأ الى عالم التسكع والتسول أحيانا، كما لم يفلح إلحاح والدته في الكف عن مطاردة المخدرات والبحث عن عمل يستطيع الاستجابة لحاجياته إلا أن ذلك لم يزده الا تعنتنا. ليلة القبض على المجرم مباشرة بعد توصلنا بشكاية من قبل فاطمة قامت، دورية للدرك الملكي بمديونة ببحث مكثف عن المتهم وتركز البحث في البداية عن النقط السوداء بالمركز دون جدوى، بسبب اختفائه عن الأنظار، وكذا عزوفه عن التوجه الى منزلهم بعدما وصل إليه خبر البحث عنه من طرف مصالح الدرك . وبعد أيام قليلة اعتقد الجاني أن رجال الدرك صرفوا النظر عن قضيته مما جعله يخرج متوجها في منتصف الليل الى بيته.. وما أن أراد فتح باب منزله حتى تم إلقاء القبض عليه ليتم نقله إلى مركز الدرك. وعن علاقته بالتهمة المنسوبة إليه من قبل فاطمة في ذلك اليوم من شهر أكتوبر 2002 وحوالي الساعة السادسة مساء اقتنى قنينة من مادة الكحول وتوجه الى إحدى النقط السوداء حيث مزجها بالماء وشرع في تناولها ممزوجة بالمخدرات حتى الساعة الثامنة والنصف حيث توجه بعدها الى المركز خاصة بإحدى التكنات العسكرية وبعد نصف ساعة مرت الضحية التي نزلت على التو من إحدى سيارات الأجرة الذي اعترف بأنه قام باغتصابها بأحد المنازل المهجورة البعيدة عن المركز تحت التهديد بالسلاح الأبيض وسرقة سلسلتها الذهبية ومبلغ مالي كان يجوزتها. بعدها قام رجال الدرك الملكي بالتحقيق الى نهايته لتتم إحالته على محكمة الجنايات بتهم اعتراض السبيل والاعتداء بالسلاح الأبيض والاغتصاب والسرقة والتي قضت بإدانته بثلاث سنوات سجنا نافذا.