يعاني سكان دوار «امزاب»بجماعة المجاطية أولاد طالب بإقليم مديونة بضواحي الدارالبيضاء الأمرين في فصل الصيف كما الشتاء، بسبب تواجد (ضاية) كبيرة مساحتها الإجمالية حوالي 2000 مترمربع ، وبعمق يبلغ حوالي متر، يكسوها لون أخضر في فصل الصيف، بالنظر إلى تواجد (الخز) مع بعض الحشرات والطفيليات، كما تفوح منها رائحة كريهة تزكم الأنوف. مصدر هذا المستنقع هو المياه العادمة للدور العشوائية و»البراريك»المنتشرة بالدوار كالفطر،الذي يفتقر إلى أبسط وسائل السكن اللائق، من ماء وكهرباء وقنوات الصرف الصحي. و مما يزيد الوضعية تأزما ، أن دوار«المزابيين» يعرف كذلك انتشارا واسعا للأزبال حيث توجد مزبلتان بهما حاويتان ممتلئتان عن الآخر. ويؤدي تواجد هذا المستنقع بمحاذاة الدوار في فصل الصيف و ارتفاع درجة الحرارة، إلى انتشار عدد كبير من الحشرات كالناموس و الذباب و... بسبب توفر البيئة المساعدة لتكاثرها ، إضافة إلى الرائحة الكريهة المنبعثة منه والتي تُشم من بعيد ... تتسبب هذه البركة المائية الملوثة في ظهور أمراض مختلفة ، حسب بعض السكان ، تصيب خاصة الأطفال ( ظهور حبوب حمراء في الجلد) و كذا أمراض العيون من (احمرار وآلام في العين ..). كما يتسبب هذا التلوث البيئي ، بكل ماتحمله الكلمة من معنى ، في التزام الناس بيوتهم ليلا و عدم القدرة على الخروج خوفا من لسعات الناموس! ينطبق على هؤلاء السكان المثل المغربي القائل « في الصيف محروقين و في الشتاء مغروقين» بامتياز! فبمجرد ما تعرف المنطقة أمطارا وافرة حتى يمتلئ المستنقع بالمياه مما يؤدي إلى فيضانات تجتاح بيوت السكان فتتلف أثاثهم و فراشهم،مما يضطرهم إلى مغادرة بيوتهم كرها إلى بيوت الجيران، فكل عائلة تقتسم بيتها مع جيرانها أو تضطر إلى المغادرة صوب بيوت عائلاتها إلى حين! و تجدر الإشارة إلى أن فيضانات المستنقع الذي يقع في بداية الدوار تؤدي إلى قطع الطريق و بالتالي حرمان الأطفال الصغار من التوجه إلى المدرسة. و تقوم شركة «ليدك» ، حينها ، بالتدخل من أجل إفراغ الضاية و تجفيفها بواسطة مضخات للمياه... أما اليوم ، ومع ارتفاع درجة الحرارة ، فإن الوضع أضحى أكثر خطورة ، دون أن يسجل تحرك جدي للسلطات المحلية و المنتخبين من أجل تخليص السكان من هذا الوضع الكارثي و التخفيف من معاناتهم، مثلا ، يقول بعض المتضررين ، التفكير في إنشاء محطة أو «حفرة» كبيرة لتصريف هذه المياه و معالجتها.