عاد العقيد الليبي معمر القذافي إلى استخدام الاتصال الهاتفي بالتلفزيون الرسمي الموالي له لتعويض غيابه واختفائه عن المشهد السياسي والعسكري في ليبيا، حيث أطل أمس القذافي مجددا في كلمة صوتية بثها التلفزيون الرسمي توعد فيها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالهزيمة وحث أتباعه على الزحف باتجاه منطقة الجبل الغربي. وأبدى القذافي لهجة تحد متشددة تجاه حلف الناتو، وقال «»طز وألف طز، نحن نموت على بكرة أبينا ولا نفرط أبدا في كرامتنا ولا في حريتنا ولا في كبريائنا، فلتنبح الكلاب كما تشاء وليصبوا صواريخهم بالقدر الذي عندهم، ولكننا سنبقى نحن، نفنى أو نبقى رغم أنفهم«.» وتساءل القذافي مخاطبا الناتو وهو يشير إلى صور رفعها متظاهرون موالون له في العاصمة الليبية طرابلس ومدينة العجيلات، عمن وصفهم بالشهداء: «هل تقتلون الملائكة يا جبناء أم لحماية المدنيين؟ وقال »الخلود والعزة لشهدائنا والمجد لنا«.» وتابع» »نحن مستعدون وجاهزون للشهادة، وللموت في كل لحظة، هذا هو الرد على كل محاولات التدمير ومحاولات الاستعمار، ومحاولات إخضاعنا، إنهم يحاولون أن يخضعونا ويريدون أن يدمرونا وأن نستسلم ونفرط في رزقنا وأولادنا ومجدنا وحريتنا وأرضنا واستقلالنا«.» واعتبر أنه يجب أن يتم القبض على من سماهم بمجرمي الحرب الأوروبيين وتحويلهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، لافتا إلى» أننا نريد علاقات صداقة وتعاون مع شعوب أوروبا.» ووصف القذافي المحكمة بأنها أداة استعمار ولا يعترف بها أحد، متعهدا بالاستمرار في المعركة وعدم الاستسلام، على اعتبار أن المعركة فرضوها علينا، على حد قوله. وقال القذافي مشيرا إلى صور كان التلفزيون الليبي يعرضها وقت حديثه »»بحر من الجماهير، أمواج متلاطمة من الجماهير الغاضبة المتحدية رافعة الرأس رافعة الصوت لا تستسلم أبدا... فليتحطم حلف الأطلسي نحن الشجعان، نحن المجاهدون، نحن أبناء المجاهدين، نحن لا نخون، لا نخون أجدادنا، لا نخون ماضينا المضرج بالدم الزكي الطاهر ولا نفرط في مستقبلنا، مستقبل أولادنا وأحفادنا ولا نخذلهم أبدا«.» وأضاف القذافي في كلمته الصوتية المقتضبة »يجب أن يعرفوا أنهم غلطوا غلطة تاريخية استراتيجية، اصطدموا بصخرة صلبة، اصطدموا بجبل من الصوان؛ إنه الشعب الليبي، مقاومة الشعب الليبي، يتحدون الشعب الليبي في كرامته، يستفزون الشعب الليبي في سيادته؛ يتكلمون عن استقلال ليبيا وعن مرحلة انتقالية...«. وحث أتباعه على المقاومة والصمود قائلا »استعدوا للزحف من الجبل الغربي رجالا ونساء إلى الأمام إلى الأمام«. ولم يظهر القذافي علانية ولم يخطب في حشد جماهيري بنفسه منذ نهاية شهر أبريل الماضي، علما بأنه وجه حتى الآن نحو ست رسائل صوتية إلى الشعب الليبي عبر التلفزيون الرسمي الموالي له. ولم يسبق أحدث ظهور صوتي للقذافي أي تنويه أو إعلان عن اعتزامه مخاطبة الليبيين، علما بأن كلمته التي لم تستغرق سوى بضع دقائق فقط مساء أمس، تعتبر الأقصر من نوعها له منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مختلف المدن الليبية في السابع عشر من شهر فبراير الماضي للمطالبة بإسقاط نظام حكمه. إلى ذلك، نفى الدكتور البغدادي المحمودي، رئيس الحكومة الليبية، بشكل قاطع ما رددته بعض وسائل الإعلام نقلا عن تصريحات لمبعوث الرئيس الروسي إلى ليبيا ميخائيل مارغيلوف لصحيفة »إزفستيا« الروسية بأن طرابلس سيتم قصفها بالصواريخ إذا اقترب منها الثوار المناهضون للقذافي والذين يسعون للإطاحة بنظام حكمه. وقال المحمودي، في تصريح بثته مساء أمس وكالة الأنباء الليبية الرسمية، إن هذا الكلام محض افتراء وعار من الصحة تماما، مشيرا إلى أنه لم يرد إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد في اجتماعه مع المبعوث الروسي. وأضاف »إن المبعوث الروسي قد أبلغني في وقت لاحق أمس أن هذا الكلام لم يصدر عنه إطلاقا وأنه سيقوم بتكذيبه«. وقال رئيس الوزراء الليبي إن هذا التكذيب يسري أيضا على الافتراءات التي وردت على لسان قائد قوات حلف الناتو الكندي تشارلز بوتشارد، في وقت سابق أمس بشأن صدور أوامر بتفجير مصاف نفطية ومنشآت أخرى.