الأكيد أن حياة أي ممارس رياضي تحفل بالعديد من المحطات المشرقة، والذكريات الجميلة، لكنها في نفس الوقت تحمل كثيرا من المواقف غير السارة، والتي تبقى راسخة في الأذهان. في هذه الزاوية ننبش في ذاكرة بعض الأسماء الرياضية عن أسوأ الذكريات، ونعود بهم إلى تفاصيل هذه المواقف، التي تُستحضر اليوم بكثير من الطرافة. تعود أسوأ ذكرى بالنسبة لعبد الله التازي، نجم المغرب الفاسي والمنتخب الوطني المغربي سابقا، إلى سنة 1970. يقول التازي إنه لن ينسى ما حدث في تلك السنة، «فقد كنت ضمن المجموعة الوطنية التي تستعد بمدينة إيفران، تحت اشراف المدرب فيدينيك. وكانت مدة هذا المعسكر شهرا، استعدادا لنهائيات كأس العالم، الذي نظم بمكسيكو 1970. وكانت آخر مقابلة بالنسبة للمنتخب الوطني في مشوار التصفيات ضد منتخب نيجيرها». كان المنتخب الوطني قد ضمن التأهل حتى في حالة الهزيمة، الأمر الذي جعل المسؤولين عن المنتخب الوطني يقررون تهييئ منتخب الأمل ودعمه ببعض العناصر من منتخب الكبار. وهكذا كنت رفقة بوجمعة، لاعب النادي القنطري، وعلال بنقسو، حارس مرمى الجيش الملكي، والفاضلي من الجيش أيضا. رحلنا إلى مدينة إيبادان، التي تبعد عن العاصمة لاغوس ب100كلم. وكانت حرب «بيافرا» التي تواجه فيها الثوار ضد النظام النيجيري. أتذكر أنه كان معنا ضمن المنتخب الوطني عبد الله باخا من الجيش الملكي. وكانت تخرج علينا الجيوش في نقط المراقبة والتفتيش طول المسافة التي قطعناها على متن الحافلة. ونظرا لكون لوننا إفريقي (بشرة سمراء) كنا نخضع لتفتيش دقيق، لدرجة أنه في كثير من المرات اضطر المسؤولون المرافقون لنا إلى التدخل للتأكيد أمام لجن التفتيش بأننا لاعبون مغاربة ويدلون بجوازات السفر. خضنا هذه المباراة وانهزمنا بهدف واحد. ومع العودة إلى الفندق بدأت علامات المرض تظهر علي، أصبت بحمى شديدة، وأخذ المرحوم مولاي هاشم، المسؤول الصحي، يمدني بالأدوية ويراقب حالتي الصحية. وفي الوقت الذي كان يتعين علي الخضوع للراحة، قام المدرب بإشراكي في لقاء ودي أمام الكوت ديفوار، خلال عودتنا إلى المغرب. فرغم المرض تناولت الأدوية ودخلت اللقاء، الذي انتهى لصالحنا بهدفين لصفر. استغرقت هذه الرحلة أسبوعا كاملا، ومباشرة بعد العودة إلى المغرب، قصدت رئيس المغرب الفاسي، السيد بنزاكور الذي أحالني على مستشفى الغساني. وهناك أكد الطبيب الذي عاينني أنني مصاب بحمى الأمعاء، ويتعين علي الخلود للراحة والبقاء تحت المراقبة الطبية لمدة تفوق الأسبوع، الشيء الذي ضيع علي فرصة مرافقة المنتخب الوطني إلى المكسيك، فضاع الحلم في رمشة عين، وبخطأ في التقدير. وبالإضافة إلى هذه الذكرى، هناك واقعة أخرى تلخص العديد من الأشياء في كرة القدم الوطنية. ففي سنة 1972، تم استدعاؤنا لتمثيل المغرب في المنتخب الإفريقي. كنت متواجدا باللائحة إلى جانب أحمد فرس وبوجمعة، وكان المنتخب الإفريقي يضم أيضا نجوم القارة السمراء في تلك الفترة كشريف سليمان، بابا كمارا، طوكوطو واللائحة طويلة. وكان علينا أن نرحل من المغرب إلى دكار بالسينيغال، ومنها سنتوجه إلى البرازيل، إلا أن الجامعة «الموقرة» لم تمكننا من تذاكر الطائرة، لتضيع فرصة تمثيل المغرب في تظاهرة دولية. وفي نفس السنة تم تدشين ملعب 18 جويي في الجزائر العاصمة، حيث شكل منتخب المغرب العربي. وعند وصولنا إلى الجزائر بلغنا أن الاتحاد الإفريقي، سيوقفنا لعدم مشاركتنا في مقابلة البرازيل. وتبقى «أجمل» ذكرى سيئة احتفظ بها هي عملية الطرد التي كانت في حقي من طرف الحكم حجان.