الأكيد أن حياة أي ممارس رياضي تحفل بالعديد من المحطات المشرقة، والذكريات الجميلة، لكنها في نفس الوقت تحمل كثيرا من المواقف غير السارة، والتي تبقى راسخة في الأذهان. في هذه الزاوية ننبش في ذاكرة بعض الأسماء الرياضية عن أسوأ الذكريات، ونعود بهم إلى تفاصيل هذه المواقف، التي تُستحضر اليوم بكثير من الطرافة. بمرارة كبيرة يتذكر حميد المرواني (خراك) أسوأ ذكرياته في عالم الكرة المغربية، وخاصة مع مسيري المغرب الفاسي سنة 1986 - 1987. فبعد أن حصل على شهادة الإجازة سنة 1983، أصبح يراهن على مسؤولي فريقه أن يساعدوه في البحث عمل يضمن له استقراره الاجتماعي، إلا أن خيبة أمله كانت كبيرة، لأن أعضاء المكتب المسير لم يعيروا اللاعب حميد خراك أي اهتمام، بل أكثر من ذلك وضعوه في لائحة الفريق الرديف، رغم أنه سجل في المباريات الأربع الأولى للفريق في ذلك الموسم سجل خمسة أهداف، وتصدر قائمة هدافي الفريق. هذا الوضع فرض على حميد خراك، الذي كان هدافا للمغرب الفاسي وثاني هداف للبطولة، أن يحزم حقائبه ويرحل إلى مسقط رأسه بمدينة آزرو، ليصبح مدربا ولاعبا في نفس الوقت مع ناديه الأصلي اتحاد آزرو، الذي كان يمارس آنذلك بالقسم الوطني الثاني. ويتذكر خراك أنه أحرز مع اتحاد آزرو على لقب هداف بطولة القسم الوطني الثاني، وبعد تدخلات للعديد من الغيورين «عدت إلى المغرب الفاسي مرة أخرى ولعبت له ثلاثة مواسم متتالية (من سنة 19987 إلى غاية سنة 1990)». لقد تأثرت كثيرا من هذه اللامبالاة التي تعامل معي بها مسؤولو الماص، وبقيت بدون شغل لمدة طويلة، إلى أن حققت ذلك بإمكانياتي الذاتية «وحن علي الله في الآخر». في الحقيقة لدي العديد من الذكريات السيئة في مشواري الرياضي، واستحضر هنا موسم 1985 - 1986، حيث كنت ضمن لائحة المنتخب الوطني، الذي كان يشرف على تدريبه آنذاك البرازيلي المهدي فاريا، الذي كان يعول علي كثيرا في قلب الهجوم لحل مشكلة العقم التهديفي بالمنتخب الوطني. كنت فرحا جدا بانضمامي للفريق الوطني، الذي فتح أمامي آفاق الاحتراف، بعدما توصل المغرب الفاسي بعرض من فريق لوزان السويسري، وكان الاحتراف على وشك التحقق. لايمكن أن أصف فرحتي في ذلك الموسم، لقب هداف للمغرب الفاسي، ثم المناداة علي للمنتخب الوطني ومعانقة الاحتراف، كحلم راودني منذ الصغر. كل هذه الأحلام تبخرت في لحظة، ويا ليتني لم ألعب ذلك الدوري، الذي ضم كلا من الماص والوداد البيضاوي وفريقا من البرازيل ثم فريقا من روسيا. أعتقد أن اسمه كان «دوري الجامعة العمالية»، وفي لقاء نصف النهاية أمام الفريق البرازيلي وقع أسوأ ما يمكن أن يحصل للاعب كرة القدم. امتلأت عيناه بالدموع، تنهد من جديد، وأكمل حديثه، «إنه المكتوب، والخير فيما اختاره الله». وأضاف كنا منهزمين بهدف لصفر، وفي الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء سجلت هدف التعادل، إلا أنني أصبت بكسر مزدوج على مستوى اليد اليمنى، أضاع كل شيئ في مشوار اللاعب حميد خراك. لا أريد أن أضيف أكثر من ذلك، لأنني أحس بنوع من الحسرة وسوء الطالع الذي صاحبني، حيث تبخر كل شيء في لحظة وجيزة، بل في رمشة عين ضاع الاحتراف في سويسرا واللعب للمنتخب الوطني ولقب البطولة الوطنية!