الأكيد أن حياة أي ممارس رياضي تحفل بالعديد من المحطات المشرقة، والذكريات الجميلة، لكنها في نفس الوقت تحمل كثيرا من المواقف غير السارة، والتي تبقى راسخة في الأذهان. في هذه الزاوية ننبش في ذاكرة بعض الأسماء الرياضية عن أسوأ الذكريات، ونعود بهم إلى تفاصيل هذه المواقف، التي تُستحضر اليوم بكثير من الطرافة. يرى الحارس الدولي السابق حميد الهزاز أن حياة الرياضي تحفل بالعديد من الذكريات الجميلة، المرتبطة الإنجازات والألقاب، إلا أن الجمهور لايتذكر من ذلك سوى الذكريات السيئة. كانت البداية مع المغرب الفاسي سنة 1967، وكان أول لقاء لي أمام الوداد البيضاوي. هذه المباراة ظلت راسخة في ذاكرتي، لأننا انهزمنا بحصة ثقيلة (5 - 0)، إلا أن تضييع ضربة جزاء حاسمة أمام الجيش الملكي في نهاية كأس العرش لسنة 1971، والتي تمكن من صدها الحارس الدولي علال بنقصو، تبرز كأسوإ ذكرى بألوان الماص، وأصبح في عيون الجماهير الفاسية، المسؤول رقم واحد عن تضييع كاس العرش، التيي كان في المتناول لو سجلت ضربة الجزاء، التي تدربت عليها طيلة الأسبوع وكنت أسجلها بسهولة. لم أنم لمدة أسبوع، وألصقت بي هذه الهزيمة، إلا أن النكسة أمام المنتخب الجزائري سنة 1979بالدارالبيضاء، كفرت عن جميع الذكريات السيئة القديمة، لتصبح هزيمة المغرب أمام الجزائر بحصة 5 - 1، هي الأسوأ في مساري الكروي، وتكون نهاية المشوار رفقة المنتخب الوطني المغربي. وتأتي سنة 1980 في منافسات كأس محمد الخامس في نسختها الأولى. لعبنا أمام نادي بورطو أليغري البرازيلي، وكانت الهزيمة من جديد بحصة 5 - 1، وغادرت المباراة قبل نهايتها، حيث عوضني الحارس قاسم، الذي بدوره أخد نصيبه، وانتهى اللقاء بهزيمة نكراء للمغرب الفاسي (7 - 0)، ولتكون هذه الهزيمة هي نهاية مشواري الرياضي كحارس بالمغرب الفاسي. ومن مكر التاريخ، أن بدايتي مع المغرب الفاسي كانت بهزيمة بخمسة أهداف، والخاتمة أيضا بخمسة أهداف، سواء مع الماص أو مع المنتخب الوطني. وعلى مستوى التسيير، تبور إلى واجهة الذكريات السيئة للحارس الهزاز، نزول المغرب الفاسي إلى القسم الوطني الثاني، حيث كان حينتها رئيسا للفريق الأصفر، قبل أن يستقيل قبل نهاية الموسم. ويعتبر الهزاز هذه الواقعة من النقط السوداء في مساره الرياضي، الذي نقشته العديد من المحطات المشرقة سواء رفقة المغرب الفاسي أو المنتخب الوطني، لكن « للأسف الشديد لا يتم تذكر سوى المحطات السيئة، لكن هذه سنة الحياة وأنا جد فخور بماحققته في مشواري الرياضي».