وسط انتقادات كثيرة من لدن ممثلي الفرق السياسية داخل المجلس الجماعي بفاس حول توقيت انعقاد ما أطلقوا عليه «الدورة الإستعجالية» التي حالت دون حضور عدد من المستشارين لمناقشة قضايا هامة مرتبطة أساسا بشؤون عموم المواطنين، عقد المجلس الجماعي دورة استثنائية في ظروف استثنائية للخروج من فضيحة أزمة النظافة، بعد مرور ثلاثة أيام عن انعقاد الدورة العادية، التي تعالت فيها الأصوات من مختلف الجهات، منددة بالوضع البيئي الذي بات يشكل خطرا حقيقيا على المدينة ومرافقها وساكنتها. وقد هاجم الفريق الاشتراكي خلال هذه الدورة التي انعقدت صباح يوم الجمعة رئاسة المجلس، مذكرا إياها بأن الحزب بمدينة فاس قوي برجالاته ، صامد بإيمانه المطلق بقضايا المواطنين، متشبث بارتباطه بالكتلة وليس بالأشخاص، وعلاقة الفريق بالرئيس لن تكون في إطار زواج المتعة، مخاطبا المجلس بأن «ربيع العرب» حث الرؤساء على أن يأتوا بالتغيير وإلا فمصيرهم الرحيل . وقد سبق خلال أشغال الدورة العادية، أن استُفز جواد الكناوي المستشار الاتحادي ، من قبل حميد شباط رئيس المجلس الجماعي بفاس، بعدما تقدم بنقطة نظام ترفع من خلال جزئها الأول عن الحديث عن أسرار وقضايا شخصية لبعض المستشارين، حيث استغل الرئيس حصة الرد على تساؤلات المستشارين، وترافع أمام المجلس عن عدد من الملفات، منها ما هو معروض على أنظار المحكمة، وملفات أخرى تفوق 66 مازالت في إطار التحقيق والأبحاث، تحركها بعض الأيادي كلما اقترب موعد الانتخابات، حسب ما جاء في كلمته التي استغرقت حوالي ساعة من الزمن، رغم تدخل من حين إلى آخر للمستشار جواد الكناوي يذكره بنقط جدول أعمال، حيث دافع الرئيس عن أنجاله المتهمين في قضايا مرتبطة بالاتجار في المخدرات واختطاف قاصر وشخص مع تعريضه للتعذيب. موضوع كثرة الأزبال التي أغرقت المدينة كان حاضرا بقوة خلال الأسئلة الآنية، التي تمت إثارتها قبل انطلاق أشغال الدورة بفضل صوت الفريق الإتحادي وباقي الأصوات الأخرى، التي أشارت إلى خطورة الوضع البيئي الذي بدأ يقلق الرأي العام، حيث اختلطت الروائح المنبعثة من مختلف الأكوام من النفايات التي تجاوز علو حجمها الطوابق الأولى ونتج عنها انتشار الحشرات، الشيء الذي أجج غضب الساكنة ورفع من وتيرة احتجاجاتها ووقفاتها المتتالية بساحة أبي الجنود، التي انتهت في اليوم الموالي للدورة بتنظيم مسيرة حاشدة من دروب المدينة العتيقة مشيا على الأقدام في اتجاه مقر الولاية، ردد من خلالها المحتجون شعارات تندد بالإهمال الذي طال مساكنهم ومحلاتهم التي تحولت إلى مطارح عمومية للقمامات، نتيجة عدم تسديد الشركة لمستحقات العمال الذين امتنعوا عن العمل لمدة أكثر من خمسة أيام. معاناة لا تطاق أرهقت الساكنة الفاسية وضيوفها المغاربة والأجانب من كثرة الأزبال، التي جعلت المدينة العتيقة ومآثرها التاريخية والدينية تحت رحمة نفايات صلبة ظلت لأيام متناثرة أمام الأبواب وبجنبات الطرقات، بسبب إضراب عمال الشركة المكلفة بالتدبير المفوض المؤقت لمرفق النظافة بمقاطعتي فاسالمدينة وجنان الورد. مشهد شائن رسمته مختلف أشكال القمامات التي أصبحت تشكل خطرا يهدد صحة المواطنين، وتجذب القطط والكلاب السائبة والحشرات الضارة، فأينما ذهبت بالمدينة العتيقة، داخل وخارج أسوارها ، تجد النفايات متناثرة على الأرصفة وأمام المؤسسات الصحية والتربوية والأبواب الشامخة التي أرغمتها الأزبال أن تروي تاريخها بعيون دامعة تتذكر أياما قد ولت. وضع أحرج المسؤولين خصوصا مع تزايد احتجاجات ونقل الأزبال إلى أمام مقر الولاية وإلى داخل بعض الأقسام وعدد من مصالح الجماعة، مما دفع بالسلطات المحلية ونظيرتها المنتخبة،لأن تعقد اجتماعا طارئا بهدف معالجة الأزمة وإيجاد حلول آنية للمشاكل العالقة، حيث تم الخضوع لمطالب العمال من أجل تدارك الموقف وإعادة الحياة الطبيعية ووضع حد للأوساخ والقمامات والقاذورات التي عرقلت حركة السير بدروب وشوارع المدينة والمناطق المحيطة بها. وقد حمل المدير العام لشركة (ج.م.ف) للضخ والتطهير المكلفة بالتدبير المفوض المؤقت لقطاع النظافة بالجماعتين المتضررتين من جراء الأزبال المتراكمة والروائح الكريهة، في بيان صادر بتاريخ 5 يوليوز 2011 ، مسؤولية ما وقع إلى كل من المجلس الجماعي ومعه عمال النظافة والشركة السابقة التي لم تف بالتزاماتها تجاه الساكنة!