في موكب جنائزي مهيب شيع، بعد صلاة عصر الجمعة فاتح يوليوز 2011، حشد كبير من المناضلين الاتحاديين بكل من وجدة وفجيج إلى جانب الأهل والأصدقاء والمعارف جثمان المناضل أحمد عباسي إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي يحيى بوجدة، والذي وافته المنية فجر نفس اليوم عن سن تناهز 66 سنة بعد مرض مفاجئ. وأمام هذا الحشد الغفير ألقى المناضل محمد حرفي، رفيق المرحوم، كلمة تأبينية في تأثر بالغ ومؤثر أشاد فيه بخصال المرحوم النضالية وبأخلاقه العالية، بدءا من نضالاته في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية خلال فترة الستينيات، ثم بعد ذلك في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من بداية السبعينيات إلى آخر لحظة من حياته، مستقيما مخلصا، ومناضلا فذا راسخ الإيمان، ثابتا مهما تغيرت الظروف، مشيرا في سياق ذلك إلى ما قاساه المرحوم في الغربة بسوريا وبالجزائر وإلى إبائه وصموده النادر رغم أشكال المعاناة التي واجهها بثبات. كما أشار إلى اشتغاله النضالي في مجال الإعلام والصحافة، حيث كان يمثل ذلك الجندي الخفي وهو يشتغل داخل جريدة «الاتحاد الاشتراكي» مصححا ومستقبلا للمراسلات أو قائما بهمام أخرى مادية في تفان ونكران للذات، متحملا أصناف متاعب مهنة المتاعب ملتقيا في ذلك بالمرحوم باهي والمرحوم الدكتور محمد عابد الجابري وغيرهما... ورغم بلوغه سن التقاعد فقد أبى المرحوم، وهو متقاعد، إلا أن يستمر في مهمته الإعلامية إلى آخر رمق في حياته. وقد ختم الأستاذ محمد حرفي كلمته التأبينية المؤثرة، بالتأكيد على أخلاق المرحوم العالية ولطف معشره وإنكاره الدائم للذات، حيث لم يكن يتوانى في أن يخبر محيطه وأقرب أصدقائه بالأنشطة الفكرية والثقافية والسياسية بالجهة أو بالإقليم أو بالمدينة، منهيا كلمته بالتأكيد على أن أحمد إذا كان الآن ميتا، فإنه سيبقى حيا في ضمائرنا بشيمه، بتعففه النادر اليوم، فقد كان رحمه الله «حاضرا دائما في المغرم وغائبا عند المغنم». وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم الكتابة الجهوية لجهة الشرق والكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بوجدة وفجيج والمكتب المحلي للفدرالية الديموقراطية للشغل ومكتب جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بوجدة بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أرملة الفقيد حليمة وأبنائه سمير وسي محمد وإلى أشقائه عمر ومصطفى ومحمد وأصهاره إبراهيم، لحسن، محمد، عائشة، محمود، عبد الكريم، ذهبية وفاطمة وكافة أفراد عائلة عباسي وبوتخيل بوجدة وفجيج والدار البيضاء وفرنسا وأصدقاء المرحوم ومعارفه، راجين من العلي القدير أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.